الجزائر

“أكتفي بهذا القدر” : ظلال.. على رمال الصحراء


“أكتفي بهذا القدر” : ظلال.. على رمال الصحراء
مالي بلد تحرقه أشعة الشمس ويحرقه حكامه الأغبياء.. ويزيد بؤسه غياب السلطة والقانون والمؤسسات .. ليحاصره التخلف من جهاته الأربع .. ويستنزفه الفقر إلى حد الموت.. ويحكمه نظام ليس أكثر من وشم على سطح الماء.
في هذا البلد الذي تهزم فيه الأشباح جيشا وحكومة.. وتحتل الجماعات المسلحة بغير قتال يذكر أجزاءه الشمالية.. وتعلن فيه دويلات بعدد العصابات التي تنبت كأشواك الصحراء.. تصبح العصابات التي لا لون لها ولا ظل سيدة المكان.. والكابوس الذي يطل من فوهة الرشاش وسيارة الدفع الرباعي.
***
كل شيء يولد فجأة.. فجأة تحل الحرب في مالي.. وتتكاثر أفاعي الصحراء.. حتى الخفافيش التي رحلت بعيدا.. تعود لتعلن حقها في ملكية الأرض والسلطة والسلاح .. وبالفجأة ذاتها يجتمع مجلس الأمن.. ويقرر أن سلطة الدولة في مالي في خطر.. والقاعدة جالسة في فناء البيت.. ولابد من التدخل .. ومن غير الحكمة إضاعة الوقت في التشاور!!
بسرعة.. تقرر قاعدة المغرب الإسلامي التوجه جنوبا لاحتلال العاصمة.. وبالسرعة ذاتها تتدخل “الرفال” الفرنسية.. ويعلن “هولاند” دحر المهاجمين وردهم إلى الشمال.. وينتشر الجنود الفرنسيون في العاصمة باماكو.
***
وراء هذه الفبركات.. يمثل أنصار الدين والأزواد وكل متمردي الشمال.. لعبة استعمارية جديدة .. دور الصغار فيها أن يمهدوا الطريق للمخلص المنتظر.. صغار ليسوا أكثر من رسوم ورقية بوجوه لا يعرفها أحد.. همهم نبش القبور.. وإعلان الحرب على الأموات.. ثم استجلاب الفرنسيين!
إن مالي بمواصفاته الراهنة بلد خطير على نفسه.. وخطير علينا نحن الجزائريين تحديدا.. فالرمال المتحركة تصنع جغرافيتها المتميزة.. وكل الظلال التي تطفو على سطحها .. قد تبتلعنا في لحظة غفلة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)