حجم الأخطاء اللغوية التي ارتكبها فاروق سلطان، رئيس لجنة انتخابات الرئاسة خلال قراءته بيان إعلان النتائج النهائية والرسمية يفوق عدد الأخطاء الانتخابية أو عدد التجاوزات التي حدثت في هذه الانتخابات. وهو ما يشكل دليلا إضافيا على كون مسيرة أولى باكورات الربيع العربي تسير في طريق صحيح.
انتخابات مصر ستكون سابقة عربيا بكل المقاييس تختلف عن انتخابات تونس التي طرد منها الخصوم من أول يوم لنجاح الثورة الشعبية ضد النظام وتختلف عن اليمن التي عين فيها رئيس مؤقت بالتوافق لتسيير المرحلة الانتقالية.
فمبارك الذي نقل السلطة إلى العسكر مباشرة بعد تنحيه للإبقاء على فلول النظام بعد أن تجسد في شخص الجنرال شفيق وكاد حتى آخر لحظة أن يضع حجرة في «صباط» أو جبة مرسي ويقطع أمامه الطريق في عملية التفاف على الثورة باستخدام القانون والصندوق معا.
وهو أخطر ما يمكن أن يتصور أو يأتي من حكم العسكر!
وعندما يأتي زمان كان فيه الإخوان المسلمون و(المسيحيون) يتخفون تحت الأنظار ومعهم كل المنادين بالحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الانسان أمام سيف نظام ديكتاتوري انتقل من الاشتراكية إلى الاقطاعية وليس حتى إلى الرأسمالية، فإن ذلك يمثل انقلابا تاريخيا في الحكم عند العرب، بعد أن كانت كل المؤشرات تشير منذ عقدين على الأقل إلى كون الإسلاميين قادمون إلى الحكم تحت شكل من الأشكال وهو ما استعدت له أمريكا والمجموعة الأوروبية!
لكن التحدي الأكبر الذي سيواجهه هؤلاء في أول احتكاك ملموس لهم بالواقع المرير الذي أوصله حكم الاستبداد الذي اعتبر العباد أقل من الكلاب (عند العرب) سيكون كرفع الجبال، وهذا بالنظر أيضا إلى حجم الحواجز التي سيضعها الفلول للمحافظة على مناصبهم وامتيازاتهم ومكاسبهم.
على أن يكون هذا سببا في جعل عدد أخطائهم أكبر من أخطاء سلطان اللغوية.
وإن كانوا لا يخطئون حتما في اللغة بعد أن نجحوا في تحويل فكرة قامت منذ 70 عاما على يد مرشدهم وتجسدت اليوم في السلطة أو في جزء يسير منها!
تاريخ الإضافة : 24/06/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رضا بن عاشور
المصدر : www.elbilad.net