الجزائر

أقولها وأمشي : فلوس مقابل البكاء!!



أقولها وأمشي : فلوس مقابل البكاء!!
الفنانون العرب أسوة بمثقفيهم وكتابهم وصحفييهم يعطون في درس وفاة نجمة الغناء العربي وردة نموذجا لشر ما خلق عكس ما يحدث في الغرب الرأسمالي والأناني والبراغماتي وحتى الكافر والفاجر كما يحلو للبعض أن يصفة !
عدد من الفنانين العرب رفضوا حضور حصص خاصة بالراحلة طالما أنهم لم يقبضوا مبلغ ما سيقولونه من كلام تحت بند اذكروا موتاكم بخير. وعدد آخر ممن فاتهم قطار عمار تو لحضور دفن الجنازة في وقتها مع أن ثمة متسعا من الوقت ارشترطوا للمجيء إلى الجزائر لحضور تأبينية المرحومة أن تقدم لهم أموالا مقابل أتعابهم تحت بند الوقت من ذهب وهذا أمر يتجاوز ما يطلبه المقرئون (للقرآن الكريم) في بعض المجتمعات العربية بعد أن يستأجرونهم لقراءة القرأن على روح الميت في بيته مقابل منحة معتبرة!
مع أن القرآن مخصص للأحياء لينتفعوا به قبل الأموات، الفنانون العرب وقس عليهم معظم المثقفين أكثر شرا من الحكام والحكومات. فحكومة مصر المؤقتة تحت ظل العسكر غابت تماما عند موت وردة وعزاؤنا أن عامة المصريين في الشارع عوضوا هذا الغياب وبكوا الفنانة كما نبكي على الأحباب، وهو نفس ما حدث تقريبا مع جنازة المرحوم مهري الذي تتجاوز سمعته وتاريخه حدود الجزائر إلى البلاد العربية عامة ورغم هذا لم يشفع له ذلك ولم يحضر من يمثل حكومة تونس لأنها منشغلة مثل انشغال حكومة مصر بالثورة وبالانتخابات ! وإن حضر ممثل حكومة المغرب!
وعندما يتعامل الفنانون العرب مع الموت الذي يلاحق كل واحد بطريقة مادية يدخل فيها حساب الفلوس ولو كان محسوبا كأجر يصبح من السهل فهم سلوك هؤلاء في ميدانهم وفي الحقل الإعلامي والثقافي فهؤلاء لايتركون في نهاية حياتهم شيئا للأجيال القادمة يخلد الفن ويعززه ويكون شاهدا على إسهاماته، اللهم النزر القليل منهم على شاكلة عمنا الطاهر وطار الذي ترك لنا الجاحظية والبابطين الذي أسس جائزة عربية محترمة مع أن صاحبها غير محسوب أصلا على المثقفين !.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)