الجزائر

أقولها وأمشي : عن سياستهم!!


مجموعة الأفكار المطروحة في ثلاثة برامج انتخابية لأحزاب كبرى تصل إلى ألف رأي، كما أحصاها لنا الخبير الاقتصادي والاجتماعي بشير مصيطفى، ومقارنة هذه الآراء مع تلك المطروحة في الساحة السياسية الفرنسية المقبلة على الانتخابات الرئاسية، فإن المرشح الأقوى فيها حسب نتائج سبر الآراء تشير إلى أن الاشتراكي فرانسوا هولاند يتفوق على ساركوزي المنتهية ولايته بمقترح واحد، وهو العمل إن تم انتخابه من قبل الفرنسيين على بناء هيئة فرانكفونية اقتصادية على غرار الهيئة الفرانكفونية الثقافية التي ننتمي إليها عمليا وبالملموس ونتنكر لذلك باسم الوطنية الزائفة!
وفيما عدا ذلك، فقد يتفقان من قريب أو من بعيد على جعل عدد الأغنياء في انكماش أو عدد الفقراء أقل انكماشا، ثمة فرق بين السياسات والبرامج، وهذا ما لايدركه الكثيرون، فالأولى قائمة على توجه اقتصادي وسياسي واجتماعي متكامل. في حين الثانية مجرد طرح مقترحات وآراء عبارة عن تمنيات أو طموحات عادة ماتبدأ ب «يجب»، مع أن الضمير الذي يعود على هذا يجب ضمير مستتر لايقدر عليه أحد!
وعندما تصبح الآراء والآراء المضادة والمعاكسة مطروحة بالقنطار دون أن تعتمد في كثير من الأحيان على معطيات صحيحة وواقعية، فإن أقصى ماتعطيه تلك الأحزاب الرافعة لها مجرد صورة كبيرة عن نقائص وعيوب وثغرات يعايشها الخلق ويحاولون تجاوزها كل حسب إمكانياته وجهده، وتريد تلك الأحزاب الركوب عليها. مع أن المطلوب أولا هو تقييم السياسة المتعبة حاليا على ضوء السياسات السابقة، إن جاز تسميتها أصلا سياسة! مع أن الجزائريين، منذ أيام المرحوم بومدين (الاشتراكي) يتفقون على كون سياسة الانفرادية «هردتهم» واحدا واحدا ولم يستفد منها غير نفر قليل من الذين يعملون في العسل فيلحسون ويفيضون منه على الأقربين والصالحين!
وإلى اليوم مايزال الكثيرون لايفهمون السياسة الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن نية النظام نفسه، إن هذه السياسة رأسمالية أو اشتراكية أو إقطاعية أو عبارة عن سياسة «عرب» ويهود قائمة على الدفع أكثر للأقوى، خاصة أن الأرقام المقدمة في مجال «التضامن الوطني مذهلة وتدعو للاستغراب عن شعب يتلقى كل هذا الدعم وهو يعيش بائسا مسكينا!! فهذا مايجب النظر إليه حزبيا قبل البرامج والآراء إذا كانت تلك الأحزاب تريد أن تطرح بدائل حقيقية!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)