الجزائر - A la une

أقولها وأمشي : صوت خافت!!



أقولها وأمشي : صوت خافت!!
الصهانية اختبروا هذه الأيام أول محاولة اقتحام لجعل المسجد الأقصى طابقين، مافوق الأرض ملك للمسلمين وما تحته ملكا لهم بعد أن حفروه وهيأوه منذ أعوام! ومع ذلك، فإن حجم التنديد الذي رافق هذا الاقتحام عربيا وإسلاميا، لم يكن في مستوى حجم التنديد الذي رافق خروج الفيلم المسيء لرسولنا الكريم ووصل حتى ملعب برشلونة.
في حالة الفيلم المسيء، اكتفى الجزائريون بأضعاف الايمان حين رؤية المنكر الذي لم يستطيعوا تغييره، وعدّ هذا عين العقل، والليبيون نحروا لأجل ذلك سفير أمريكا في بنغازي وبعض معاونيه، مع أن السفير لا جمل له ولا ناقة في هذه المسألة. في حين خرج المصريون والتوانسة بالآلاف لمهاجمة السفارة الأمريكية في مشاهد تميزت بالعنف والحرق وحتى القتل وهو ما صنف في خانة الأعمال الهمجية غير اللائقة من صنع سلفيين متشددين!
هذه المشاهد لم تظهر في حالة الاقتحام الصهيوني للمسجد الأقصى، فالعرب مسلمون ومسيحيون، الذين تعنيهم القضية هم أيضا، غابوا عن إبداء أي موقف معلن، باستثناء بعض أصوات التنديد المطالبة بالكف عن الأذى!
فما الذي يجعل الخلف يهيجون عند تصوير فيلم يسيء لنبي الإسلام ويخفتون أصواتهم عند محاولة اقتحام المسجد الأقصى؟
يمكن طرح عدة فرضيات، الفرضية الأولى أن المسلمين يعتقدون أن الإساءة ولو بفيلم لنبيهم خط أحمر لايمكن تجاوزه، بدليل أن سب الجلالة مباح عندهم عكس سب الرسول!
الفرضية الثانية أن السلفيين إذا افترضنا أنهم المحرك الرئيسي للتظاهرات ضد الأفلام والكتاب المسيئين للإسلام، يتصرفون وفق مظاهر شكلية، فهم يتجندون ضد فيلم لايقدم ولايؤخر في حين يتأخرون في الرد على فعل أكثر إساءة كالاعتداء على المسجد الأقصى تماما كما يفعل بعضنا حين يخرجون في مظاهرات منددة يحرق العلم الوطني، ولا يخرجون ضد سرقة بنك بالمليارات!
الفرضية الثالثة أن التحرك ضد الأشخاص المسيئين وإن كانت تسندهم مؤسسات غير ظاهرة أسهل من مواجهة عدد مباشر كأمريكا وإسرائيل وعدد من حلفائهما العرب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)