مع أن الدبلوماسي الجزائري الطاهر تواتي الذي يعمل كنائب قنصل في غاو شمال مالي لا يتعدى عمره 32 سنة، إلا أن آخر فيديو بثه خاطفوه من الجزائريين ممن سعوا لتصريفه بإرهابيين توضح أنه شاب قبل الوقت ومات قبل أن يعدم.
وهذا المصير التعيس لشاب من أبناء المجتمع غير المفيد ممن وصل بجهده الخاص إلى هذا المنصب ضمن دائرة مغلقة كان يمكن تفاديه لو كان ينتمي إلى تلك العصبة.
الدبلوماسية مستويات متعددة يمكن فهم التعيينات فيها وفق سلم طبقي وفئوي ومصلحي، لا علاقة له بالكفاءة أو القدرة على تمثيل مصالح البلد: المهمون منهم يوجهون إلى العواصم الكبرى كواشنطن وباريس ولندن، والأقرب أهمية يذهبون إلى عواصم ثانوية كبكين وطوكيو وجاكرتا ورومانيا، والذين لا أهمية لهم يرسلون عادة إلى الدول الإفريقية، حيث المالاريا والنعاس وبعض التبزنيس، وهي أي التبزنيس صفة ملازمة لكل الدبلوماسيين والملحقين بالسفارات الجزائرية، رغم أنهم يتقاضون ثاني أعلى أجر على المستوى العربي بعد الدبلوماسيين السعوديين، مثلما هي صفة الشيخوخة، فقد تضطر الخارجية لإقرار ميزانية أمام البرلمان لشراء الحافظات والأدوية المضادة لمرض الزهايمر.
المرحوم تواتي واحد من العائلات الفقيرة، ولهذا تم توجيهه إلى غاو في الفج الخالي بشمالي مالي، ضمن كيان يشبه كيان طالبان الذي ينتمي إلى القرون الوسطى.
وعندما يظل الرجل في أيدي الإرهاب مدة ستة أشهر دون أن تجد له دولته الحل مع أنه قبض عليها من اليد التي تؤلم، فإن ذلك لا يفسر إلا بكونه ينتمي إلى فئة الكم المهمل ممن لا يصلحون للتصريف حتى بدينار واحد، فلو أنه كان من غير هؤلاء لسارعوا في ليلة ونهار إلى إنقاذه إما تصريفا أو تبديلا أو مقايضة أو أو أو دون حرج!!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رضا بن عاشور
المصدر : www.elbilad.net