الجزائر

أقولها وأمشي : دعوة انقلابية



أقولها وأمشي : دعوة انقلابية
تنشر فضائية خاصة مشاهد جنائزية جريئة ومؤثرة لثلاثة رؤساء حكموا الجزائر، وهم بومدين وبن بلة والشاذلي بن جديد ثم تكتب تحتها على نحو ما تكتبه الجزيرة “عاجل" رؤساء الجزائر لا يموتون في الانقلابات!
هذه المشاهد تقدم يوميا على تلك الشاشة المشوشة منذ وفاة الشاذلي قبل عشرة أيام، ويراد لها كما هو ظاهر أن تكون “شيتة" لنظام الحكم في الجزائر، وشماتة في الثورات الشعبية العربية ضد الأنظمة القمعية على اعتبار أن الجزائر هي الأولى عربيا في الديمقراطية والحريات وإن كانت الأخيرة عالميا في سرعة تدفق الانترنت!
وبالطبع هذا الخبر العاجل كاذب وصاحبه سفيه لا يعرف ما فيه، وهو يستغبي نفسه قبل أن يستغبي غيره.
فبن بلة زحزح من الكرسي بانقلاب عسكري انتهى به إلى الإقامة الجبرية حتى وفاة صاحب الفعلة!
وبومدين مازالت ظروف وفاته تحوم حولها شبهات، منها ما تذهب إلى كونه مات مسموما كياسر عرفات، والشاذلي بن جديد أطيح به في انقلاب أبيض بعد انتصار “الفيس" في التشريعيات بالضربة القاضية وهمش تماما.
فهؤلاء، كلهم تعرضوا للانقلابات العسكرية، وكل ما يقوله الطبال الفضائي الجديد أن الانقلابات مشروعة ومباحة وحتى قانونية، وإن أدت إلى كوارث تفوق الزلازل أما فعل قتل الرؤساء فهذا هو الممنوع فقط!
وهاذ هو السبب الذي جعل الطبال يمتنع عن ذكر بوضياف، الذي حكم أقل من عام لينتهي بعدها إلى العالية بنيران صديقة على الأرجح! إلا إذا لم يكن يعتبر أصلا رئيسا بالنسبة لهذه القناة!
وعندما تصبح الديمقراطية مقدمة على نحو مشوه بشيتة غير احترافية يكون واضحا أن فتح قنوات أمثال هؤلاء الخواص الغارقون في البزنسة والتمويه مكاتب لهم في نواكشوط هو المكان الأنسب لهم لأنه في عداها ستعلق.
فالمجال سيكون لهم مفتوحا مثلا لكي يقولوا لنا إن ولد عبد العزيز الجنرال الذي جاء بانقلاب ككل الجنرالات الذين حكموا موريتانيا أصيب أيضا برصاصة صديقة طالبت بأن يعمر في الحكم قرنا!!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)