الجزائر

أقولها وأمشي : حساب في الغيب!!



أقولها وأمشي : حساب في الغيب!!
الأسواق الدولية تفاجأت بطلب جزائري لشراء 500 ألف طن من القمح الصلب، وهي كميّة ضخمة بعد أن كانت أعلنت قبل موسم الحصاد أنها لم تعد في حاجة إلى الاستيراد على اعتبار أن «الصابة» المتوقعة تغني عن ذلك!
ورئيس البعثة الأولمبية إلى لندن الذي عاد بميدالية واحدة مقابل صرف 50 مليار سنتيم على أقل تقدير، فاجأ حتى هو الأسواق المحليّة وسوق النخاسة الرياضي تحديدا بأنه لم يعد من الممكن القبول في الأولمبياد القادم أقل من أربع ميداليات! هذان التصريحان وردا قبل أيام من نهاية رمضان… مع أن الشهر كان يفترض أن يعلمنا ويعلم على الأقل أولاد الحرام والفاشلين احترام الوقت، وهي مسألة أساسية في الوقت الراهن. وجه التشابه بينهما اللعب على حبل الزمن سواء بالتقديم أو بالتأخير، وهو ما يمثل قمة السخافة والاستهتار. فالتصريح المبكر بعدم الشراء وهو ما لم يفعله جيراننا في المغرب إلا بعد إنتاج المحصول نابع من غياب عقلية عصفور في الجيب خير من عشرة في الغيب، ويعكس تسرعا في إعلان النجاح في سياسة الزراعة على فشله في عدة مستويات بدءا بالتوزيع ومسألة التحكم في الأسعار!
والتصريح المسبق بوضع سقف محدد من الميداليات هي أكبر تظاهرة رياضية عالمية تقام كل أربع سنوات لا ينبغي أن يقرأ على كونه التزاما رياضيا يخطط له من الآن على أسس منهجية لتحقيق الهدف، وإنما ينبغي أن يقرأ على كونه رسالة تهدئة بأن الذي حصل في لندن ينبغي أن ينظر إليه باحترام. ومع ذلك، فإن أدق قراءة شخصية وذاتية تؤكد أن صاحبي التصريحين ومعهما كل الذين يصرحون ولايصرخون في الحكومة يريدون أن يقولوا لنا في رسالة تحت الماء إنهم باقون في المناصب رغم فشلهم وسيظلون فيها إلى أن يأذن الرحمان بالرحيل إلى الآخرة، مع أن كل الدلائل والمؤشرات تفرض تقديم هؤلاء الحساب: صاحب القمح بسبب سوء التخزين، وصاحب الرياضة بسبب ماتركته بعثته من انطباع عن سوق أخلاق رياضيين متهمين بالسرقة في لندن كان يفترض أن يكونوا خير سفراء وأحسن من السفراء الراقدين!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)