الجزائر

أقولها وأمشي : إيمان العجائز!!



أقولها وأمشي : إيمان العجائز!!
مع أن العقلية الأمنية هي السائدة في تعيينات الإدارة، وسمات أصحابها تدل عليها، إلا أن ما حدث على الحدود من خطف كبار الموظفين في الدولة، يفيد العكس تماما! وربما كانت عقلية بدو على طبيعتها تؤمن مثل إيمان العجائز أو فيها كثير من الغفلة و«النية»!!
قبل أيام قام مسلحون محسوبون على الجماعات المسلحة بخطف والي إليزي، ونقله داخل العمق الليبي ولولا تدخل ثوار مصراتة الذين افتكوه من براثنهم وأعادوه سالما مسرورا، لكان مصيره إلى الآن الرهن، إلا إذا سلمت الحكومة فدية تكفي لشراء ألف ناقة وجمل ومئات الثيران!
وفي هذه الأيام تختطف جماعة مسلحة أخرى، قنصلا عاما رفقة معاونيه الستة شمال مالي، وليس هناك مايشير إلى كون القضية قابلة للحل السريع دون شروط وتنازلات ملموسة.. التفسير الذي قدمه والينا الهمام لتبرير عملية الخطف أنه ذهب من غير حراسة أمنية في زيارة صلح، ووعد ألا يتكرر هذا الخطأ مادام أنه يحظى بثقة الحكومة!
وهذا الأمر إن صح بالطبع لايمكن تقبله لوجود جماعات مسلحة في المنطقة في حالة يقظة وليست نائمة، ولانفجار الأوضاع الأمنية على الحدود مع ليبيا وانتشار فوضى السلاح والمتاجرين به. والتفسير الذي اتضح حتى الآن مع حالة القنصل المخطوف أنه تلقى ضمانات بألا تمس القنصلية بعد الزحف على مدينة غاو وشمال مالي، وهو زحف حدث في ثلاثة أيام من دون قتال، سمح بالاستيلاء على نصف البلاد.
وعندما يرتكب مسؤولون كبار أخطاء أمنية على درجة عالية من الخطورة، كانت آخرها أن يكون القنصل على دراية تامة بالوضع هناك وعلى بينة بتحركات الجماعات المسلحة الموجودة هناك أصلا، فإن ذلك يثبت أن العقلية الأمنية التي تترجمها «أضرب واهرب» كانت غائبة مع أصحاب هذه المناصب.
وبالتالي يحتاج هؤلاء إلى إعادة رسكلة لكي يصبح الواحد يصك حتى وهو نائم، أو نقل الحكومة لعدد من المديرين من أصحاب تلك العقلية القابعين في المكاتب الإدارية لهذه المناطق الساخنة لتوظيف «شطارتهم» الفائقة، بدل إهدارها في مسائل تافهة تطبيقا لمبدأ الرجل المناسب والعقلية المناسبة الذي نسوه!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)