الجزائر

أقولها وأمشي : إعصار وعمران!!



قرر إعصار سوريا المسمى بشار وضع مخطط جديد لتنظيم العمران، وفق منطق لم يعرفه أي وزير للإسكان والعمران في العالم يقوم على أساس أمني (من معنا ومن ضدنا وليس هناك من هو في الوسط) وهذا لمواجهة آثار المواجهات المتزايدة مع جزء كبير من شعبه للمطالبة برأسه!
تنظيم العمران في أي دولة يخضع لعدة مقاييس يقوم في آخر ما توصل إليه على فكرة بناء تجمعات متوسطة ومتكاملة في جميع جوانب الحياة، تفاديا للاكتظاظ والتنقل واختناق الأمور، وهو أمر لم تصل إليه الجزائر مع محاولات توسيع المدن الكبرى التي قد يتحول فيها العيش إلى جحيم! وهذا الأمر غير ممكن في سوريا المعنية بعمران أمني جديد، طالما أن المدن قائمة على أسس طبقية، فدمشق وحلب كلاهما مدينتان تقيم بهما الطبقة الأرستقراطية العاملة بالخصوص في قطاع النسيج والاستيراد والتصدير.
وهذه الطبقة المربوطة برأس النظام والمستفيدة منه، ليس في صالحها ماديا الانخراط في حرب ضده عكس الأحياء الفقيرة، وهو ما يفسر تأخر دخول العمل المسلح إلى هاتين المدينتين.
وعندما يشرع سفاح سوريا في تنظيم عمراني جديد قائم على عزل المدن الغنية والأحياء الراقية عن تلك المدن والأحياء المغبونة، فإن ذلك يمهد لكي نرى بأم أعيننا أول درس حكومي في تجسيد فكرة تحييد المجتمع المفيد عن المجتمع غير المفيد. فهذا التقسيم الذي ظهر كنوع من الفوارق الاجتماعية منذ العشرية السوداء في الجزائر والتي خلفت نحو 150 ألف قتيل و20 مليار دولار كخسائر كحد أدنى وسمعة سيئة للبلاد، لم يترجم في الواقع، وظل مجرد أدبيات طالما أن الأحياء الراقية غزاها غير الراقين أيضا، وإن ظل العنف ملازما للفقراء والمحرومين مثلما ظل الثراء من نصيب تجار الحروب! ومع ذلك، فإن بشار الذي يحمل معه إعصارا يفوق في تدميره إعصار كاترينا الأمريكي لن يصمد طويلا حتى بتهجير غير المفيدين مثلما لم يصمد من قبل العرب المسلمون أيام الأندلس حين حشروا أنفسهم في تنظيم عمراني قائم على فكرة الأمن ركنوا بموجبه في المدن حتى داهمهم الأشرار والكفار!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)