الجزائر

أقولها وأمشي : أرياف ومدن!!



مع أن الأرياف والقرى هي الأكثر تخلفا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، إلا أنها تحتل دائما المرتبة الأولى في تحقيق نسبة المشاركة في أية انتخابات سياسية دون أن يعني ذلك بالضرورة وعيا سياسيا! ولاية العاصمة التي هي مركز السلطة والقرار تحقق دائما أقل نسبة في المشاركة مقارنة مع ولايات الهضاب أو الجنوب، وكان يفترض أن يحدث العكس مقارنة بحجم الاهتمام الذي تلقاه العاصمة مقارنة مع تلك المناطق المحرومة، والكثير من تلك الجهات المحرومة تسجل أيضا أعلى معدل في الاحتجاجات الشعبية المطالبة بأبسط ضرورات الحياة من ماء وكهرباء وغاز، مثلما تسجل أقل النسب في النجاح في امتحانات البكالوريا.
وعندما يصبح الأمر مربوطا بالمشاركة في أية انتخابات بلدية أو تشريعية أو رئاسية تتحول تلك المناطق إلى مراكز انتخابية استثنائية عكس باقي التجمعات الكبرى، وهو أمر تساعد عليه طبيعة تلك المناطق القائمة على تنظيم العشيرة والقبيلة والجهة كقاعدة أساسية يقوم عليها الاختبار قبل البرامج والأسماء، مستفيدة من دعم الإدارة التي توجه مسار الورقة الانتخابية في الاتجاه الذي تريد.
وهذا معناه في الديمقراطيات الناشئة والشكلية أن فكرة البناء بالاعتماد على عقلية القبيلة مجدية في نهاية الأمر وهو السبب الذي يفسر الحرص الشديد للنظام على إعادة بث الحياة في القبيلة والأعيان كدعامة أساسية للحكم، مع أن زمن الديمقراطيات الحديثة أدخل هذه الممارسات البالية في عهد «كان» ولن تعود؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)