الجزائر

أقنعة التاريخ وهموم الحاضر في المسرح الشعري العربي



المميز في علاقة المسرح الشعري بالمجتمع افتقاره إلى المباشرة في التناول والطرح، فالمسرحيات التي استمدت مادتها من واقع الحياة المعاصرة ومشكلاتها قليلة حيث ظل التناول يتم عبر أقنعته التاريخ ورموزه التي اتخذت معادلا موضوعيا لقضايا العصر لأن الغاية من استحضار التاريخ ليست معالجة أحداثه معالجة فنية أو تناوله بطريقة أكاديمية، بل اتخاذه وسيلة فنية أو قناعا لطرح المشكلات المعاصرة على المستويين الاجتماعي والسياسي بأسلوب فني غير مباشر. قوامه الإثارة والتلميح و التداخل والتقابل عوضا عن التقرير والتوضيح والمباشرة. و يفترض إعطاء الحادثة التاريخية بعدا معاصرا، أن يتجاوز الكاتب التعامل الحرفي لتلك الواقعة، ويرتبط بها في عضوية تامة ليخلق الترابط والانسجام العضوي بين الواقع والحلم، ومما ميز هذه المسرحيات التي بنيت على وقائع تاريخية واصطحبتنا إلى الماضي البعيد، أنها لم تتركنا في سراديبه، وإنما تبعث في قلبه وجسمه دما جديدا يجعلنا نتنفس من رئته حرارة ما نؤمن به وما ندافع عنه، وذالك لأن كتابها استطاعوا تحريك الحدث التاريخي وزحزحته وأخرجوه من إطاره الضيق وحملوه أبعادا جديدة هي رؤية الحاضر والتطلع إلى المستقبل. فما أن يزال القناع التاريخي حتى يترأى لنا الواقع العربي بكل آلامه وجراحاته.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)