الجزائر

أقلام على الهامش



أقلام على الهامش
نظر إلى كتبه و إلى كل ما كتبه و ألفه من قصص لقد أحس بشقاء و تعب السنوات التي مرت و ذهبت من دون فائدة و هو الآن على قارعة الطريق و الحسرة لا تفارق قلبه الذي يتقطع من شدة الألم .ينظر إلى العالم الذي تغير من حوله و ينظر إلى نفسه و هو عاجز ساكن لم يتغير منه شيء .
لم يصدق نفسه :..... هل حقا سيحرق كل شيء ؟
وسار و هو يجر رجليه المثقلتين و كان اليأس واضح على خطوات مشيته لقد أنهكه التعب و المرض الذي إشتد عليه في أخر أيامه. كان يدخن باستمرار لعله ينسى حلمه الذي عاش من أجله وهو ينتظر اليوم الذي يتحقق فيه ...؟ و لكن هذه المرة سيرحل تاركا كل شيء .
وبعد أن كتب وكتب العديد من القصص و الروايات ظل أسمه غائب في كل مناسبة الكل نسيه بل تخلوا عنه و أصبح وحيد في ضل هذه الحياة.
الكاتب الكبير أحمد كاتب فقد شعبيته و شهرته و الكل صار لايقرأ له لأنه يفتقد إلى أسلوب الكتابة الحقيقي و قصصه تكاد تشبه بعضها البعض من حيث تسلسل الأحداث صارت كتبه مركونة على رفوف المكتبات الكل يمتنع عن شراء عناوين كتب أحمد كاتب الذي تعب كثيرا وهو يكتب ويحكي عن قضايا الناس و الحياة و عن نفسه و عن ما أحسه و لكن الآن صار يائس فقد أرهقه مرضه وصار يدخن القليل من السجائر لأن الطبيب منعه خوفا على صحته من الموت الوشيك و ظل أحمد كاتب يدخن سجائره في صمت و كان هذه المرة حقا يريد أن يموت حتى يسعد كل من لم يفهم كلماته و قصصه و ظل يدخن ويدخن في غرفته حتى أنهى علبة السجائر و الدخان يتصاعد في الهواء يخرج من فمه و بعد دقائق أحس بضيق في صدره صار لا يقوى على التنفس و كأن أحدهم أمسك بعنقه ولم تمضي سوى لحظات حتى شخر.. شخرة أخيرة ثم وقع على الأرض و كانت نهايته
و في اليوم الموالي ظهر إسمه على صفحات الجرائد لم تمضي سوى أيام قليلة على خبر وفاته حتى تهافت القراء على المكتبات كي تشتري كتبه التي ظلت مركونة داخل المكتبات .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)