الجزائر


أقادير (أجادير: بالجيم المصرية) AGADIR
يظل تاريخ تأسيس مدينة أقادير مجهولاً إلى يومنا هذا، وكل ما نعرفه هو أن أمراء بني يفرن الزناتيون البربر قد خططوا قروناً قبل مجيء الرومان، مدينة أطلقوا عليها اسم أقادير (ومعناها الهضبة القليلة الانحدار).
لم يأت ذكرها في كتب التاريخ إلا عندما فتح العرب المسلمون إفريقية، فكان القائد أبا دينار مهاجر أول من زحف عليها وفتحها عام 55هـ- 675م، قل أن يدخلها عقبة بن نافع ويقيم بها لفترة قصيرة عام 62هـ- 682م. وهكذا صارت أقادير تابعة لولاة إفريقية بالقيروان وممثلو الخلافة الأموية ثم العباسية. ومن جملة الولاة موسى بن نصير الذي قيل أنه بنى أول جامع بها عام 89هـ - 708م كان يضاهي جامع القيروان في الجمال.
استولى عليها أبو قرة اليفرني أثناء القرن الثالث الهجري وأسس بها إمارة خارجية صفرية لم تعمر طويلاً، وقد أحاط المدينة بسور كبير، يحمل أحد أبوابه اليوم اسم باب أبي قرة. بعده تولى أمر أقادير بنو خزر المغراويون الزناتيون وعلى رأسهم محمد بن خزر المغراوي الزناتي الذي فتحها وسلمها لإدريس بن عبد الله الحسيني (الفار من اضطهاد العباسيين نحو المرغب) عام 173هـ- 790م، الذي أقام بها عدة أشهر شيد أثناءها مسجدها الجامع (العتيق)، وبنى له منبراً عام 174هـ؛ وإن كانت قد اندثرت جل معالم هذا الجامع.
وظلت أقادير بأيدي الأدارسة إلى غاية عام 319هـ- 931م عندما استولى عليها موسى بن أبي العافية المكناسي الموالي للفاطميين، ثم حكمها بنو خزر المغراويون الزناتيون بعد أن طردوا منها أتباع عبيد الله المهدي صاحب الدعوة الفاطمية، وألحقوها بالخلافة الأموية بالأندلس. ومرت أقادير بفترات مضطربة وبين الأخذ والرد، تارة في يد الفاطميين وتارة تابعة لقرطبة، إلى أن ظفر بها القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام 347هـ- 958م.
وقعت أقادير في قبضة بلقين بن زيري الحمادي عام 362هـ- 973م، ثم تعرضت المدينة إلى فتن متوالية وحروب متتابعة، ألحقت بها وبسكانها البؤس والدمار والخراب، وكانت الضربة القاضية مع حلول الهلاليين بإفريقية سنة 442هـ- 1014م، فعاثوا فساداً في كل المنطقة ولم تنج أقادير من زحفهم المدمر.
لعبت أقادير دوراً تجارياً بارزاً بفضل موقعها الجغرافي المتميز الرابط بين إفريقية بالمغرب الأقصى والأندلس بالسودان الغربي والشرقي. وقد أشار أكثر الجغرافيين الذين تحدثوا عنها إلى أهمية هذا النشاط، فذكر البكري أنها كانت قاعدة المغرب الأوسط وبها مساجد وأسواق ضمت عدداً كبيراً من التجار الأجانب الوافدين عليها براً أو بحراً عن طريق موانئ أرشقول وهنين ووهران. غير أن أقادير فقدت قيمتها السياسية والاقتصادية، والمعمارية بعد أن فتحها المرابطون على يد القائد يوسف بن تاشفين عام 474هـ- 1081م، وبنوا بجوارها عاصمة لهم أسموها تاقرارت TAGRART 1.

1 : أنظر: عبد الرحمن بن خلدون: كتاب العبر، ج4، بيروت: دار الكتاب،1968. البكري: المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، نشر: البارون دو سلان، ط 3، الجزائر: دار الكتاب، 1956.


اريد ان اعرف عن امتداد عائلة مخناش عبر التاريخ الجزائري
عزيز مخناش - متقاعد - قالمة - الجزائر

27/08/2017 - 350505

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)