الجزائر

أفلام وثائقية تغوص في التراثالغناء والرقص رافدان للهوية الثقافية




ما يزال مشروع إعادة تهيئة المدرسة البلدية للفنون الجميلة لمدينة سكيكدة، الواقعة بشارع الشهيد ''رابح مطاطلة'' وسط المدينة، وعلى بعد أمتار من مقر الدائرة، يراوح مكانه بعد أن توقّفت أشغال التهيئة والترميم به منذ أكثر من سنة، على الرغم من الأموال الضخمة التي رصدت للعملية من الخزانة العمومية.
هذا الوضع أضحى يطرح أكثر من سؤال، سيما في الوسط الفني المحلي الذي يبقى الخاسر الأكبر أمام النقص المسجّل في مثل هذه المرافق التي تساهم مساهمة فعّالة في الكشف عن المواهب الشبانية التي تزخر بها المدينة، وما زاد الطين بلة هو ما آلت إليه البناية التي تحوّلت إلى وكر لممارسة كل أشكال الرذيلة والموبقات، ناهيك عن الأخطار الحقيقية التي قد تلحقها بالتلاميذ المتمدرسين سواء بالمدرسة الابتدائية المحاذية لها، أو بتلاميذ متوسطة ''العمراني'' التي تبعد عنها ببضع أمتار، مما جعل الأولياء، بما في ذلك السكان، يدقون ناقوس الخطر الذي أضحى يهدّد أطفالهم، بما في ذلك سكينة الحي ليلا.
رئيس البلدية السيد الواهم محمد أرجع -في حديثه لـ''المساء''- سبب توقّف أشغال إعادة تهيئة هذا المرفق الثقافي إلى جملة من المشاكل والعوائق، في مقدّمتها عدم نجاعة وسلامة الدراسة الأولى التي- كما قال-كانت تشوبها عيوب كثيرة تجلت عند قيام المقاولة الخاصة بعملية التهيئة، إضافة إلى الخلاف القائم بين المقاولة المكلّفة بأشغال التهيئة والبلدية، مما دفع بهذه الأخيرة إلى فسخ العقد.
وعن مستقبل هذا الصرح الثقافي، أكّد المتحدّث بأنّ مصالح البلدية قرّرت إعادة إجراء دراسة تقنية مستفيضة ثانية، في انتظار إسناد عملية الترميم والتهيئة لمقاولة متخصّصة، مما يعني أنّ وضعية هذه المدرسة ستبقى على حالها إلى حين..
في سياق متصل، ناشد عدد من الفنانين السكيكديين عبر''المساء''، الجهات المسؤولة بضرورة فتح تحقيق دقيق عن وضعية العتاد الفني من آلات فنية مختلفة وغيرها التي كانت متواجدة بهذه المدرسة، قبل غلقها سنة 1990 لأسباب عدّة وتحويل نشاطها مؤقّتا إلى المركز الثقافي البلدي ''شبلي أحسن''، على الرغم من أنّ مصدرا آخر من البلدية أكّد بأنّ جلّ العتاد الذي كان متواجدا بمدرسة الفنون قد تمّ تحويله إلى هذا المركز.
وتزخر مدينة سكيكدة بمواهب شابة تواقة للفن الأصيل، لكنّها تبقى فقيرة إلى مثل هذه المدارس المتخصّصة في الفنون الجميلة والمؤطّرة من قبل أساتذة متخرّجين من معاهد عليا في الفن من أصحاب الكفاءات.

تحتضن دار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بتلمسان ابتداء من اليوم والى غاية 8 مارس الجاري، عرضا أوليا لأفلام وثائقية أنتجت في اطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة العربية .''2011
تقترح دائرة ''التراث غير المادي والكوريغرافيا ثلاثة أشرطة وثائقية هي ''الحوفي'' للطفي بوشوني، ''ماذا لو رويت لي بلاد القبائل'' لرمضان افتيني وفيلم ''أزرار'' للمخرج حليم صحراوي.
تنطلق العروض في حدود السادسة مساد بحضور المخرجين الذين سيلتقون مباشرة مع الجمهور، وستكون الانطلاقة هذا المساء مع ''الحوفي'' الذي يروي غناء وتقاليد نساء تلمسان، وقد قام بتأليف نص هذا الفيلم الوثائقي مراد يلس ويعرض عبر 52 دقيقة ميراثا فنيا راقيا وأصيلا من الشعر تولد من تقاطع المشرق والمغرب الإسلامي.
يحوي ''الحوفي'' مخزونا ثقيلا من الفن والشعر الحضري بقي ممارسا ومتناقلا من الجدات الى البنات عبر أجيال متعاقبة.
يعد ''الحوفي'' النمط الشعري الذي تختص به تلمسان دون بقية المدن، وهو صنف من الشعر الشعبي تعرفه حاضرة تلمسان وتختص به لطابعه المترف ولانسجامه مع الذوق التلمساني الذي يميل إلى كل ماهو رقيق من الاشعار وما يتناغم مع الطابع الحضري للمدينة التي تظل في تواصل واع بالثقافة الاندلسية شعرا وترفا وغناء، ويحاول الفيلم أن يؤصل الأصول وأن يقف على أشكال التطور والتجاوز التلمساني لتلك الفصول.
ويحاول فيلم ''ماذا لو رويت لي بلاد القبائل'' للمخرج رمضان افتيني في 90 دقيقة من خلال اعتماده على أسلوب الخيال، اكتشاف الأغاني والأهازيج عبر اليوميات القبائلية، إذ يبرز الخصوصية الثقافية الناتجة عن عهود تاريخية ولت - كما هو الحال عند أغلب الشعوب - أن الغناء أو الرقص هو نشاط انساني مثله مثل تناغم الفصول مع الطبيعة.
من خلال الثقافة تعكس الشعوب أفراحها واحزانها وكل مجتمع يجد في الغناء والشعر سبيله للتعبير، وككل الفنون فإن الغناء انعكاس لخصوصية المجتمع وتطوره، كما أنه مرافق للحياة المعيشة في كل متناقضاتها.
ويجمع الغناء الناس تماما كما تجمع الجذور أشجار الزيتون، كما أن الغناء والشعر حاضران في المجتمع القبائلي منذ الأزل، فلا يمكن أن تمر أية مناسبة اجتماعية إلا ويحضر فيها الفن مما يخلدها أكثر عبر الزمن، حيث يعد الغناء صرخة وأملا وترجمة لآمال الناس.
ثالث فيلم من سلسلة هذه الأفلام الوثائقية هو ''ازرار'' الذي يعرض أمسية 8 مارس يوقعه المخرج حليم صحراوي ويمثل فيه محمد سعيد معريش ويعرض رحلة شاب صحفي يدعى عثمان يكتشف عالما من النساء يعتبرن حارسات للتراث الموسيقى الاصيل. تقود الرحلة عثمان الى مناطق مختلفة من الوطن هي بشار، أدار، تمنراست، ورقلة وعنابة، وصولا إلى العاصمة، وفي كل محطة يسجل عثمان نماذج مختلفة من الموسيقى التقليدية المحلية منها نوع ''القناوي'' مع حسنة البشارية و''الشلالي'' مع مسعودة دحو و''الامزاد'' مع خولن و''التندي'' مع لالة بادي لالا و''التيبوغارين'' القبائلي مع الحاجة شريفة.
يتوقف عثمان أيضا عند الأنواع الموسيقية التقليدية المهددة بالضياع، منها ''العربون'' بمناطق عنابة، ونوع ''التيكوكة'' وهو احتفال طويل وغني يمتد لـ 7 أيام يخص أعراس واحة الصحراء بورقلة، هذه العروض ستمكن الجمهور من اعادة اكتشاف تراث موسيقي هو جزء هام من هويتنا الثقافية.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)