الجزائر

أفلام "البُمب" الزائف!!



أفلام
موسم السينما المصرية المفضل هو العيد؛ حيث يجري عادة السطو على العيدية التي يحتفظ بها الأطفال، فهو جمهور خاص جدا ولا يتعامل مع دار العرض إلا في تلك المناسبات، لهذا صار هدفا مضمونا لصناع السينما.وكما أننا في الأعياد نستمع إلى فرقعات ”البُمب” الذي كثيرا ما يكتشف الطفل، أثناء التعامل معه، أنه زائف ولا يحصلون حتى على الصوت الصاخب الذي كان يتحقق في الماضي، يبدو أن سوء مستوى الصنعة والغش التجاري أصبح يلاحق تلك الألعاب النارية على الرغم من بدائيتها، ولكنها لا تراعي الشروط القياسية في الصنعة، وهو ما يمكن أن تلاحظه فيما هو معروض عليك أيضا من الأفلام.الحصيلة تسعة، ولكن لا شيء من الممكن أن يبقى في الذاكرة سوى فيلم واحد ”الجزيرة 2” للمخرج شريف عرفة وبطولة أحمد السقا وهند صبري وخالد الصاوي، والذي شهد آخر إطلالة للفنان الراحل خالد صالح.في القسط الوافر من الأفلام الأخرى ستلمح راقصة ومطربا وعددا من فناني الكوميديا من الصف الثاني والثالث، وهؤلاء صار منهجهم ”ضحكة تصيب و10 تخيب” أغلب قفشاتهم انتهى عمرها الافتراضي تماما من القاموس؛ ولكنهم لا يزالون يبيعون البضاعة الرديئة مهما تضاءل عدد مستقبليها.أغلب هذه الأفلام بالتأكيد يخاصم كل ما درسناه أو شاهدناه منذ اختراع السينما التي عرفتها البشرية على يد الأخوين لوميير عام 1895، إلا أن هناك جمهورا يذهب ويقطع تذكرة للدخول، إذن علينا أن نسأل لماذا يقبلون على تلك النوعيات؟ في عيد الفطر الماضي كانت الحصيلة خمسة أفلام ما عاش منها حتى الآن في الذاكرة وداخل السينما هما فيلما ”الفيل الأزرق” و”الحرب العالمية الثالثة”، وتضاعف الرقم للضعف في عيد الأضحى ولا تزال نفس المفردات قائمة، خاصة الرهان على الراقصة الأرمينية صوفينار التي تروي في فيلم ”عمر وسلوى” جانبا من مشاكلها من أجل تجديد الإقامة بمصر!!لن يستطيع أحد وقف هذا السيل المنهمر من الرداءة، وعلينا أن نتعامل معها بقدر من الواقعية، إننا لا نعيش في غرف معقمة؛ ولكننا نتحرك داخل الشارع، وندرك أن الهواء كما أنه يحتوي على أكسجين نتنفسه فإنه يحتوي على عدد لا بأس به من الجراثيم المفروضة علينا. هذه الأفلام أصبح اسمها المتداول: أفلام ”بير السلم”، فهي تُشبه ما تجري صناعته بعيدا عن عين الدولة من أدوية ومأكولات، فما الذي من الممكن أن نفعله حيالها، هل نُصدر قرارات بمنعها؟ تلك الأفلام على عكس البضائع المهربة، تحصل على موافقة رسمية من الأجهزة بالتصوير ثم العرض، أي أنها مرخصة رقابيا، إنه ذوق علينا أن نتعامل معه ولا نجرمه أو نحرمه، نصفها بالرداءة نعم، ولكننا نرى الوجه الآخر للصورة، فهي تُشبه دودة القطن، عندما تعثر عليها تتأكد أن هناك قُطنا، وعندما تلمح في أسفل العمارة ”بير سلم” فإن هذا يعني أن هناك في الأعلى سلّما.محاولات تحفيز أجهزة الدولة على مطاردة الرديء ستظل، في ظل الانتشار الفضائي، طاقة تتبدد خارج نطاق الزمن، ثم إنها تعني مصادرة على حق الناس في الاختيار، التجربة أثبتت أن البضاعة الجيدة قادرة على طرد الرديئة والفيلم الجيد في نهاية المشوار هو الذي سيمكث في دار العرض ومن ثم في الذاكرة.لم يعد المتفرج يقبل الوصاية من أحد، وسوف ينجح الجمهور في الرهان على العمل الفني الحقيقي، ويفرقع جانبا ”البُمب” الزائف!!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)