عاد عشرات النازحين إلى منازلهم المدمرة بمنطقة جباليا شمال قطاع غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال منها، وتحدثت أمس تقارير إعلامية عن عودة عائلات فلسطينية إلى منازلها المدمرة واتخذتها مأوى لها، بالرغم من الدمار الكبير الذي طالها، وانعدام أدنى مقومات الحياة فيها، ويعكس تمسك العائلات الفلسطينية في غزة بمنازلها الصمود الفلسطيني في وجه مخططات التهجير القسري، التي طالما ركز عليها الكيان الصهيوني ضمن أهم أهدافه في عدوانه المتواصل على قطاع غزة.ويراهن جيش الاحتلال الصهيوني منذ بداية العدوان على سياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية لتهجير الفلسطينيين في غزة، في حين مخططات المحتل لم تتحقق أمام صمود سكان غزة خاصة بمناطق الشمال الأكثر تضررا في هذا العدوان، ولايزال 800 ألف نسمة من السكان يقيمون في شمال القطاع ومدينة غزة ورفضوا مغادرتها.
من جهة أخرى يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على سكان غزة من المدنيين، ويتركز القصف بشكل عنيف على محافظة خانيونس، حيث قام جيش الاحتلال بدعم قواته بلواء سابع، ويعكس دعم قوات جيش الاحتلال بلواء جديد حسب التقرير اليومي للمكتب الإعلامي في غزة بضراوة القتال، وما يواجهه جيش الاحتلال من صعوبات وخسائر على أرض المعركة.
من جهة آخر ثمنت حركة حماس قيام جنوب إفريقيا تقديم طلب في محكمة العدل الدولية للبدء في إجراءات التحقيق مع الكيان الصهيوني المجرم حول ارتكابه جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأوضح بيان الحركة أمس أن تحرك جنوب إفريقيا خطوة مهمة لمحاسبة قادة الكيان، مجرمي العصر، الذين ارتبكوا أبشع المجازر التي عرفتها البشرية في التاريخ المعاصر، كما دعت حماس كافة الدول لتقديم ملفات وطلبات مماثلة أمام المحاكم الجنائية المختصة الوطنية والدولية، ضد هذا الكيان النازي، باعتباره مهددا للسلم والأمن الدوليين، ولضمان عدم الإفلات من العقاب على ما ارتكبه من جرائم وحشية ضد الأطفال والمدنيين العزل في قطاع غزة.
من جانب آخر نددت حركة حماس بتزويد الإدارة الأمريكية للاحتلال الصهيوني مجددا بقذائف مدفعية، وجاء في بيان الحركة أن هذا السلوك من الإدارة الأمريكية، مشاركة فعلية في حرب الإبادة التي يشنها ضد الأطفال والمدنيين العزل في غزة.
على صعيد آخر كشف مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن تدمير الاحتلال الصهيوني أكثر من 200 موقع أثري وتراثي خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة، وذلك من أصل 325 موقعا في القطاع، وتتنوع هذه المواقع الأثرية حسب بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس ما بين مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف، ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة، وحسب نفس المصدر فإن الاحتلال يحاول من خلال استهداف هذه المواقع طمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني، ودثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار بيان الإعلام الحكومي في غزة إلى أهم المواقع التي دمرها جيش الاحتلال ومنها كنيسة جباليا البيزنطية، المسجد العمري في جباليا، مجسد الشيخ شعبان، مسجد الظفر دمري في الشجاعية، مقام الخضر في دير البلح، مركز المخطوطات والوثائق القديمة في مدينة غزة، إلى جانب كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون، وبيت السقا الأثري في الشجاعية، وأوضح نفس المصدر بأن هذه المواقع التراثية والأثرية التي دمرها المحتل يعود أصول بعضها إلى العصر الفينيقي، وبعضها يعود إلى العصر الروماني، كما يعود تاريخ بعضها إلى 800 عام قبل الميلاد، مشيرا إلى أن هذه المعالم تعبر عن رسوخ الحق الفلسطيني في الأرض الفلسطينية التي يحاول الاحتلال تغيير معالمها بالقصف والاستهداف المباشر.
وأكد مكتب الإعلام الحكومي أن استهداف وتدمير الاحتلال للمواقع الأثرية والتراثية في قطاع غزة تعتبر جريمة دولية واضحة وفقا للقوانين الدولية، وخاصة للقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نورالدين ع
المصدر : www.annasronline.com