الجزائر

"أفريكوم" تدعو إلى تعميق العلاقات مع الجزائر




أعربت القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم)، عن أملها في تعميق علاقاتها أكثر مع الجزائر و الاستفادة من خبرتها في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أشار مساعد رئيس هذه الهيئة فيليب كارتر، إلى أن زيارته للجزائر تهدف إلى تلقي النصائح وتبادل وجهات النظر حول القضايا الأمنية لاسيما مكافحة الإرهاب، وكذا حول الوضع ببلدان مثل ليبيا ومنطقة الساحل".وجاء هذا التصريح لمسؤول الهيئة عقب لقاء خصه به أمس، وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة، الذي أكد أن مكافحة الإرهاب تتطلب فضلا عن الجانب العسكري وضع حكامة صائبة وترقية ثقافة التسامح.وتربط الجزائر بالقيادة العسكرية الأمريكية علاقات تعاون وثيقة فرضتها المعطيات الإقليمية على ضوء تنامي ظاهرة الإرهاب في منطقتي شمال إفريقيا والساحل، وفق مبادئ عدم التدخل واحترام سيادة الدول التي تعد من مسلمات السياسة الأمنية للجزائر.وقد توالت زيارات المسؤولين الذين تداولوا على رأس الهيئة إلى الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بحكم العلاقة الاستراتيجية التي تربط بلادنا بالولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وهي علاقة كثيرا ما تميزت بالاحترام والتقدير بالنظر إلى التجربة الرائدة للجزائر في مجال مكافحة الظاهرة العابرة للحدود، بشهادة العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين أجروا سلسلة حوارات ثنائية رفيعة المستوى مع نظرائهم الجزائريين إلى جانب تنظيم تدريبات عسكرية إقليمية.ويكفي أن نستدل في هذا الصدد بتصريح رئيس "افريكوم" الجنرال دافيد رودريغيز، أمام الكونغرس الأمريكي، الذي وصف الجزائر ب"الرائد الإقليمي"، كونها تملك القدرات التي تسمح لها بتنسيق جهود بلدان الساحل أمام الأخطار الأمنية المحدقة بها.وترى هيئة "افريكوم" أن دور الجزائر في مكافحة الإرهاب أساسي للغاية، معتبرة أن "الجيش الجزائري أقوى جيش في بلدان شمال إفريقيا". وأن "دراية بلادنا بالوضع السائد في شمال مالي ذات قيمة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة".وعليه ترى الهيئة العسكرية الأمريكية، أن تعزيز علاقات التعاون مع الجزائر في الشق الأمني خلال هذه المرحلة تعد بمثابة حتمية أمام تنامي التنظيمات الإرهابية التي عززت شوكتها التغيرات الإقليمية التي شهدتها المنطقة المغاربية والعربية بصفة عامة بسبب تفشي ظاهرة تنقل الأسلحة غير الشرعية. وكثيرا ما تولي واشنطن اهتمامها بالمنطقة بالنظر إلى الخطورة التي تمثلها التنظيمات الإرهابية على المصالح الأمريكية، ومحاولة زعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا نتيجة سهولة الحصول على الأسلحة وتكوين الإرهابيين في شمال مالي، في حين لم تتردد في الإشادة بجهود مصالح الأمن الجزائرية لإحباط مخططات هذه التنظيمات، كما كان الحال مع الاعتداء على المركب الغازي بتيڤنتورين بعين امناس.وأمام هذه المعطيات تراهن الولايات المتحدة الأمريكية، على التنسيق مع الجزائر للتصدي للظاهرة بالنظر إلى خبرتها في هذا المجال، حيث جددت واشنطن تأكيدها شهر أفريل الماضي، خلال زيارة كاتب الدولة جون كيري إلى الجزائر، على إرادتها في العمل بالتنسيق مع الجزائر لتأمين منطقة الساحل.وقد استحوذت مسألة مكافحة الإرهاب على نصيب كبير من أشغال الحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي، حيث جددت بلادنا التي دفعت ثمنا باهضا في مواجهة هذه الآفة استعدادها لمواصلة العمل بعزم و التزام مع جميع شركائها لمواجهة الخطر واستئصال هذه الآفة، في حين أكدت الولايات المتحدة دعمها للجزائر في مكافحة الإرهاب، وحيّت الجهود التي تبذلها لضمان استقرار منطقة الساحل.وكانت نائب كاتب الدولة الأمريكي المكلفة بالشؤون السياسية وندي شرمان، قد أكدت خلال زيارتها للجزائر، السعي إلى بلوغ نفس الأهداف مع الجزائر في مكافحة الإرهاب، والتأكد من تأمين كل المنطقة مع نشر قيم السلم والأمن في العالم.وهو ما ذهبت إليه سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة في الجزائر، جوان بولاشيك، التي أكدت أمام الكونغرس الأمريكي قبيل تعيينها سفيرة ببلادنا، على مواصلة العمل بالمصالح الهامة لسياسة الولايات المتحدة في الجزائر، بالتنسيق مع الحكومة على مكافحة الخطر الإرهابي وتعزيز الاستقرار بمنطقتي المغرب العربي والساحل.وقالت السيدة بولاشيك، إن "الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كان أول قائد عربي يتصل بالرئيس جورج بوش، بعد اعتداءات 11 سبتمبر، وهذا يعكس رؤيتنا المشتركة إزاء الخطر الذي يشكله الإرهاب"، مشيرة إلى أن "الجزائر تعمل إلى جانب الدول المجاورة لتعزيز الاستقرار بمنطقتي المغرب العربي والساحل"، كما أثنت على "جهود الجزائر من أجل تحقيق هذا المسعى، من خلال"التدابير الإيجابية" التي اتخذتها الحكومة، في إطار تكوين وتدريب قوات الأمن من بلدان الساحل، على غرار مالي والنيجر، وكذا ضمان النقل الجوي لقوات حفظ السلم الإفريقية، في حين أثنى مستشار الكونغرس الأمريكي وليد فارس، على دور الجزائر، موضحا أن أمريكا تعتبرها أقوى المرشحين لقيادة القاطرة الإفريقية بالنظر إلى قيادتها الحكيمة وقدرتها على الحفاظ على عامل الاستقرار والسلم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)