أكّد المطرب الشعبي ياسين بوزامة، أوّل أمس، أنّ أغنية الشعبي ستدخل العالمية، مفسّرا ذلك بما يقوم به عدد من المواهب الشابة في تجديد هذا النوع الفني الأصيل. ويرى أنّ المحافظين يقيّدون إبداعهم غير أنّ الأمر لن يدوم، بدليل ثورة العنقة والزاهي على الشعبي وتجديدهم فيه، وأنّ هناك من يشتغل على هذا الأمر الذي أثار إعجاب العديد من الفنانين الكبار في المشرق والمغرب.بعد إحيائه لحفل فني بطحطاحة الفنانين بالعاصمة التابعة لمؤسسة «فنون وثقافة»، صرح بوزامة للصحافة أنّ أغنية الشعبي في منعرج كبير، ذلك أنّ هناك شبابا لهم قدرات كبيرة لكنهم مقيدون بسبب المحافظين، ويعتقد أنّ الشعبي سيعرف التجديد على يد هؤلاء الشباب مثلما حدث مع الحاج محمد العنقة في فترته، والذي لا يتقدّم يتراجع ويضمن بقاء هذا الفن، ثم إنّ الشعبي الأصيل لن يموت ومازالت النوبة الأندلسية تسمع والجمهور يحبها، وأكّد أنّ أغنية الشعبي ستدخل العالمية كما فعلت أغنية الراي.وأضاف بوزامة أنّ هناك أشخاصا لهم مواهب مجنونة على غرار جمال بافدال الذي يشتغل على تأليف موسيقى لأغاني شعبية لأسماء معروفة في المغرب وخارجه بإعطاء توزيع موسيقي جذّاب انطلاقا من الشعبي، وهذا هو مستقبل الشعبي، لأنّه لحدّ الآن يؤدى الشعبي بطريقة تقليدية وحاليا هناك ما يسمى بالتهذيب الموسيقي وحتى في كتابتها لابد أن يكون صاحبه ذو مستوى عال يمكن أن تلج العالمية.وتابع يقول إنّ كلمات الأغنية الشعبية كتبها الأوّلون منذ 5 قرون، أمثال لحضر بن خلوف الذي كتب قصائد لا تزال تغنى إلى اليوم ثم بن سهلة بعده وبن مسايب وبن تريكي وآخرين، وكلهم غنوا مشاكل وهموم المجتمع في ذلك الوقت، واليوم الشعبي لابد أن يتكيّف مع الواقع الآني. وعن الحفل، استهل بوزامة وصلاته بتوشية في طابع الغريب ثم انصرافات، ذلك لأنّ بداية الحفل دائما يكون كلاسيكيا، وخصّص في برنامجه نوع المديح المتماشي مع رمضان، وعرّج على المواضيع الاجتماعية وغنى قصيدة من كلماته وموسيقى من التراث عنوانها «وحش الحبايب» وتعالج موضوع الغربة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى، كما أدى حوزي في أغنية «شكيت بأمري» للشيخ بن سهلة.في الأخير، قدّم أغنية «الشعبي ديالنا» كرّم فيها شيوخ الشعبي وهم كثيرون مثل العنقة ومريزق والناضور وختمه باعمر الزاهي الذي رحل قبل أشهر، وقال بوزامة إنّ هؤلاء وضعوا أساسات الشعبي وبفضلهم يتواجد على المنصة، وأن برحيل اعمر الزاهي رحلت آخر أهرامات الفن الشعبي الأصيل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/06/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دليلة مالك
المصدر : www.el-massa.com