نحن أبرياء من دماء الشهداء خرج قرابة ثلاثة آلاف من رجال الشرطة والحرس الوطني في تونس في مسيرة حاشدة وسط شارع الحبيب بورقيبة لإعلان براءتهم من دماء الشهداء، وطلب الاعتذار من الشعب التونسي والمطالبة بإقالة المسؤولين الفرعيين في أجهزة الأمن ووزارة الداخلية وتشكيل نقابة لهم، وهددوا بالاستقالة الجماعية وكشف ملفات التعذيب والاعتقال التعسفي في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم.
أعلن أعوان وضباط الشرطة والحرس الوطني والبوليس وعناصر مختلف الأجهزة الأمنية في تونس التمرد على وزارة الداخلية وأعلنوا تغيير مواقعهم، هذه المرة لم يكونوا في مواجهة الشعب بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص والهراوات، وجربوا للمرة الأولى، في حالة نادرا ما تحدث في العالم، تنظيم مسيرة احتجاجية ومطلبية بملابسهم الرسمية واعتصموا أمام مقر وزارة الداخلية.
وكان العنوان الأبرز للمظاهرة هو الاعتراف بجزء من مسؤوليتهم في الجرائم التي كانت ترتكب ضد التونسيين من قبل طغمة الرئيس بن علي المخلوع، وطلب الاعتذار من الشعب جراء الممارسات القمعية التي كانوا يقومون بها ضد التونسيين عبر شعار نطلب الاعتذار من الشعب . وقال رجال الشرطة المحتجون، إنهم كانوا مجبرين على تنفيذ الأوامر التي يقررها كبار المسؤولين في الأمن والداخلية، وحاولوا استعطاف التونسيين عبر إعلان اعتزازهم بهذه الثورة وأدائهم للتحية الشرفية ترحما على محمد البوعزيزي وكل شهداء الثورة وعلى زملائهم الذين قتلوا في الأحداث، كما أعلنوا براءتهم من دماء الشهداء الـ78 الذين قتلوا خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها تونس منذ اندلاع شرارة الثورة الشعبية في 17ديسمبر الماضي، وحتى 14 جانفي الجاري، ورفع رجال الشرطة والحرس الوطني شعار أبرياء من دماء الشهداء
وهدد رجال الشرطة والحرس الوطني البالغ عددهم 120 ألف عون وانضم إليهم رجال الحماية المدنية بالاستقالة الجماعية من الأجهزة الأمنية في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بإقالة عدد من المسؤولين في وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المحسوبين على النظام السابق، والسماح لهم بتشكيل نقابة قالوا إنها تحميهم من العصابة ومن الظلم والقهر والاستغلال الذي تعرضنا له في وقت سابق ، أو من تصفية الحسابات التي قد تحدث بين بعض الأطراف في المرحلة المقبلة عندما يبدأ فتح الملفات وتتكشف للرأي العام التونسي قضايا التعذيب والممارسات غير قانونية للأمن التونسي.
وفي هذا السياق هدد رجال الشرطة والحرس بكشف ملفات ومعلومات وتفاصيل ووثائق حول الاعتقال التعسفي وتلفيق التهم للمعارضين والناشطين الحقوقيين. وهو التهديد الذي قال بشأنه احد الضباط المتظاهرين إنه جدي وسيقلب الكثير من الحقائق ويكشف الكثير من الوجوه التي تظهر الآن على التلفزيون التونسي وتتحدث عن النزاهة والثورة .
واستعمل رجال الشرطة والحرس الوطني المتظاهرون سيارات وعربات الشرطة والدراجات النارية، خلال مسيرتهم، وهي الآليات ذاتها التي كانوا يستعملونها لملاحقة المتظاهرين وإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع منها قبل سقوط النظام المخلوع.
وقبالة مقر الوزارة الأولى في تونس، اعتصم عدد كبير من رجال الشرطة بنفس الشعارات والمطالب، قبل أن ينظموا إلى مسيرة زملائهم وسط العاصمة التونسية، كما نظم رجال الشرطة في أغلب المدن التونسية مسيرات بنفس شعارات الاعتذار من الشعب والتبرؤ من الشهداء.
الرقم سبعة واللّون البنفسجي مكروهان لدى التونسيين
أصبح الرقم سبعة يشكل عقدة للتونسيين، حيث يحاولون في الميسرات العد من واحد إلى 14، إشارة إلى 14 جانفي تاريخ انتصار الثورة، لكنهم يقفزون من الرقم ستة إلى الرقم ثمانية مباشرة، ويرفضون ذكر الرقم سبعة كونه يحيل إلى السابع نوفمبر1987 تاريخ قدوم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى السلطة. كما أصبح اللون البنفسجي أكره الألوان لدى التونسيين، كونه يمثل اللون الذي اتخذه الرئيس بن علي رمزا لعهده ولحملاته الانتخابية والدعائية.
شارع بورقيبة هايد بارك تونس
تحول شارع الحبيب بورقيبة في تونس إلى ما يشبه حديقة هايد بارك في بريطانيا، حيث يقوم كل شخص بالخطابة لوحده ويحاول استقطاب أكبر قدر ممكن من المارة، كل حسب توجهاته وأفكاره، من الإسلاميين إلى اليساريين، ويتفنن بعض الفنانين في رسم لوحات سوريالية عن الثورة في ذات الشارع ، وفضل بعض الشعراء أخذ حيز في الشارع لالقاء القصائد وإقامة عكاظية في الهواء .
فنانة تحرق لوحاتها في تونس
أقدمت الفنانة التشكيلية آمال بن صالح زعيم على حرق جزء من لوحاتها وتقديمها بشكلها بعد الحرق في معرض أقيم في ساحة بلدية تونس. واعتبرت الفنانة بن صالح أن حرق اللوحات كان تعبيرا عن دعمها للثورة والاحتراق من أجل الديمقراطية والحرية الذي قدمه التونسيون.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/01/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : تونس: مبعوث الخبر عثمان لحياني
المصدر : www.elkhabar.com