رفض مئات المواطنين المحتجين أمس وسط مدينة وادي سوف، تسلل أعضاء ومناضلين سابقين من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة قادمين حسب مصادر متطابقة ل "البلاد" من ولايات المدية والجزائر، وسط حركتهم الاحتجاجية التي تسعى إلى تبليغ انشغالات شباب الجنوب "الاجتماعية" إلى أعلى السلطات في البلاد.
وأكد شهود عيان ل "البلاد" أن الاحتجاج الذي استقطب أزيد من 1500 شخص من مختلف الشرائح العمرية وأغلبهم من الشباب، جرى بمقام الشهيد وسط مدينة الوادي، حيث بدأ المحتجون يتوافدون منذ الساعة الثامنة صباحا استجابة لنداء اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، رافعين عدة شعارات تتمحور حول ضرورة توفير مناصب الشغل الدائمة وتمكينهم من مناصب العمل في الشركات البترولية بالجنوب، وكذا تسوية وضعية الخدمة الوطنية اتجاه الشباب خريجي الجامعات وأيضا المساواة في برامج التنمية بين الشمال والجنوب. كما رفعوا شعارات مدون عليها "لا للحڤرة، لا للظلم، نعم للوحدة الوطنية" التي اعتبروها خطا أحمر لن يتخطاه أحد،
حيث في هذا السياق، تداول على المنصة التي تتوسط مكان الاحتجاج عدد من ممثلي اللجنة، داعين في كلماتهم أمام الشباب المحتجين المسؤولين والسلطات العليا في الدولة للاستجابة لانشغالاتهم، خاصة فيما يتعلق بالسكن والشغل، ووسط تعاقب العديد من المتدخلين بالمنصة والحقوقيين وممثلي اللجنة الداعية للوقفة الاحتجاجية، تقدم مجموعة من الأشخاص بينهم امرأة وهي والدة أحد المفقودين خلال العشرية السوداء، ومباشرة بدأووا يُرددون شعارات تمجيد الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة على غرار "تحيا الجبهة"، "نحن مع الجبهة"، غير أن الشباب حسب شهود عيان على الفور تفطنوا للخطاب والرسالة السياسية لهؤلاء الأشخاص، وردوا عليهم على الفور بلهجة حادة بعبارات الرفض "لا لا لا" ومنعهم من مواصلة الخطاب والحديث باسم المحتجين، الذين أكدوا أن "مطالبهم اجتماعية بحتة وفق ما ينص عليه الدستور والقانون"، وردّوا على هذه المحاولة حسبهم لتحوير حركتهم السلمية ذات الطابع الاجتماعي عن مسارها بعبارة "نعم للوحدة الوطنية"، مشيرين إلى أنهم "لن يسمحوا لأي جهة باستغلال وقفتهم الاحتجاجية لتحقيق مصالحها أو مآربها المشبوهة". مع العلم أن الأعضاء السابقين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة كانوا قد شاركوا في كل احتجاجات ومسيرات الجنوب مؤخرا، مجددين في كل مرة التذكير بشعاراتهم الحزبية سابقا.
هذا وذكرت مصادر مُطلعة ل "البلاد" أنه يتم التحضير لمسيرة "أطلقتها جهات لا تزال مجهولة ويُرجح أن تكون اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، وذلك بولاية غرداية، وتُثير هذه المسيرة في هذه الولاية التي تتميّز بظروف حسّاسة ليس مثل باقي الولايات الجنوبية، الكثير من المخاوف في حال تسلل الجهات التي اعتادت إثارة الفوضى والنزاع بين سكان ولاية غرداية أي بين العرب والإباضيين وزرع الفتة بينهم مجددا، وهو ما سيجرّ المنطقة إلى أزمة خانقة تزامنا مع الوضع الأمني المتردي بالجنوب بسبب ما يحدث في منطقة الساحل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة الزهراء أ
المصدر : www.elbilad.net