الجزائر - A la une

أطفال يطلقون النار في الأعراس ضحايا إعاقات وصدمات نفسية موسم اللعب بالبارود يبدأ في وادي سوف



أطفال يطلقون النار في الأعراس ضحايا إعاقات وصدمات نفسية                                    موسم اللعب بالبارود يبدأ في وادي سوف
مع بداية كل صيف تبدأ مأساة الأطفال الذين يلعبون بنار البارود في الأعراس، حيث تسجل كل سنة في أوساطهم إعاقات جسمانية وأمراض نفسية، نتيجة الرعب والفزع، مع استمرار المأساة إلى غاية بلوغ ذروتها مع دخول موسم الخريف الذي تتضاعف فيه الأعراس والحوادث جراء إطلاق البارود.
يتحدث بعض أعضاء فرق ''البارود والزرنة'' في وادي سوف بأن قيام الكبار بإطلاق نار البارود في الأعراس صار موضة قديمة خالية من الإثارة، فهي لا تلفت الانتباه ولا تجلب المشاهدين.
لذلك شرعت بعض من هذه الفرق في ''تطعيم'' الأعراس بالأطفال المجازفين وعادة ما يكونون أبناء أعضاء الفرق نفسها، حيث تظل أعين جمهور العرس مركزة على الطفل الصغير الراقص أمامهم وهو يحمل بين ذراعيه بندقية ثقيلة يصل وزنها إلى نحو خمسة كيلوغرامات ويميل بها يمينا وشمالا، وأحيانا ينتابه الخوف من إطلاق النار خشية أن يصيبه ما يضره. ولكنه أمام تشجيعات أعضاء الفرقة وتصفيقات الجمهور الذي لا يهمه إلا الإثارة، يتحول الطفل دون إرادته إلى مجازف حقيقي بحياته فيطلق النار من البندقية في صوت مدوي يشق عنان السماء ولا يحتمل حتى بعض الكبار سماعه بدليل أن بعضهم يضعون قبل إطلاق النار أصابعهم في آذانهم حتى لا يتخرب الطبل السمعي. ويذكر أحد هؤلاء أنه في عديد المرات يتسبب ارتداد فعل الطلق الناري في انفلات البندقية من يد الطفل فترتد عليه مباشرة ويتعرض إما لحروق أو كسور قد تؤدي إلى بتر يده أو ذراعه في حالة ما إن كانت الإصابة خطيرة.
وإذا نجا الطفل من الإصابة، يسارع إليه أعضاء الفرقة، وعادة ما يكون رئيسها، فيختطفه من الأرض ويطمئنه قائلا ''راك عدت راجل.. هيا تشجع واحمل بندقيتك مرة أخرى''. وإذا رفض يسخر منه ويطرده من حلبة الرقص لأنه خيب ظن الفرقة ولا يريد أن يكون فارسا، ثم تقذف الفرقة بطفل آخر جاهز وتعطى إليه بندقية أخرى.
ولكن أكبر خطر يتعرض له مراقص البندقية خاصة إن كان طفلا لا حول له ولا قوة، هو انفجار البندقية كالقنبلة في يد حاملها إذا كان ثمة عطب فيها.
ولا يسأل أحد عن الحالة النفسية المتشنجة للطفل المرعوب الذي غادر ساحة الرقص وانطوى على نفسه في ركن يراقب من بين أصابع يديه اللتين تغطيان وجهه الخجول ماذا سيحدث لزميله الذي شرع يرقص بالبندقية ويرميها في الهواء مزهوا بنفسه، مرة يسقط وإياها على الأرض بسبب ثقلها، ومرة يعيد حملها إلى غاية بلوغه مرحلة انتهاء الدور ووصوله إلى اللحظة الحاسمة لإطلاق النار.
يذكر عدد من أعضاء فرق ''الزرنة والبارود'' بأنه تم تسجيل العديد من الإصابات في صفوف الأطفال، تسببت لهم في حروق شديدة وإعاقات مستديمة في اليدين والوجه خصوصا، ولكن لا أحد يحاسب هذه الفرق لأن أولياءهم هم من يتحملون المسؤولية الأخلاقية وحتى الجزائية في حالة تطور الأمور سلبيا ووصولها إلى جهات التحقيق الأمنية وأروقة المحاكم سواء كان هؤلاء الأولياء من أعضاء هذه الفرق أو من غيرها، كأن يكونوا من أصحاب العرس وأرادوا أن يروا أيضا أطفالهم فرسانا يتعلمون إطلاق البارود من فرسان أبناء فرق البارود والزرنة. ويقول رئيس فرقة ''نعرف خطر الزج بالأطفال في الرقص بنار البارود في الأعراس. ولكن الطلب المتزايد على الأطفال من أجل الإثارة والإعجاب ورفع ثمن العروض المقدمة للجمهور يفرض علينا تدريبهم حتى يتمرنوا على عدم الخوف من إطلاق النار''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)