تعرف العديد من وسائل النقل إقبالا كبيرا لأطفال دخلوا عالم الشغل بحثا عن مكسب رزق لشراء بعض اللوازم الخاصة بالدخول الاجتماعي، حاملين عبارات وشعارات لترويج سلعهم، لتصبح التجارة العشوائية قبلة الكثير من التلاميذ عوض الاستجمام أو الاستمتاع بالعطلة الصيفية، في الوقت الذي تعرض آخرون لحوادث مميتة بسبب نوعية نشاطهم.هي ظاهرة ليست جديدة لأطفال لجأوا إلى العمل بحثا عن المال بسبب تدني مستوى معيشتهم، حيث تعرف بعض وسائل النقل وفي مقدمتها القطار توافدا كبيرا لأطفال من مختلف الأعمال، مرددين عبارات وشعارات فريدة من نوعها لكسب ثقة الزبائن وكذا ترويج سلعهم المتنوعة ك”محاجب سخونين كاين حلوين وكاين حارين”، وغيرها من الكلمات التي يتفنن أصحاب هذه المهن المؤقتة في إيصالها للناس، ليصبح بيع المطلوع والحلويات وغيرها من الأمور الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة التي يعيشونها، خاصة أن أغلب هؤلاء ينتمون إلى عائلات ذات دخل محدود. وفي هذا الإطار اقتربت ”الفجر” من بعض الأطفال لمعرفة دوافع وأسباب ولوجهم العمل في سن مبكرة.50 بالمائة من البيع العشوائي يتم في وسائل النقلتعتبر المحطات ووسائل النقل من أكثر الأماكن توافدا من قبل العديد من الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 10و14 سنة، وهو الأمر الذي أكده لنا بعض مسؤولين بالمحطات الذي يواجهون الكثير من المشاكل بسبب منع هؤلاء من ممارسة نشاطهم بحجة أنه ممنوع، حيث تمثل نسبة البيع العشوائي بها أكثر من 50 بالمائة، خاصة في بعض الأماكن التي تكون خطيرة مقارنة بأعمارهم، غير أن البعض منهم يقومون بتمرير سلعهم في بعض الأحيان خلسة أومن خلال تمريرها عبر بعض المنافذ المهجورة، الأمر الذي خلّف عدة حوادث خطيرة بسبب قلة التركيز والانتباه من جهة وعدم نضج البعض من جهة أخرى... وآخرون ضحوا بالعطلة الصيفية مقابل الحصول على كسوة ولوازم مدرسيةمحمد، حسام، لؤي، سارة وغيرهم كثيرون يقضون جل وقتهم في وسائل النقل لكسب بعض الدينارات، حسب ما أكده لنا هؤلاء، حيث دفعتهم ظروف الحياة الصعبة إلى الخروج مبكرا من البيت، مشيرين إلى أنهم أجبروا على العمل بدل الاستمتاع بعطلتهم الصيفية مثلهم مثل أي أطفال آخرين، لتصبح بعض وسائل النقل ملجأهم الوحيد لشراء لوازم الدخول الاجتماعي وكذا بعض الملابس لرفع بعض الحمل عن أوليائهم، حسب بعض القصص التي سردها هؤلاء الأطفال على مسامعنا، الأمر الذي نتجت عنه إقامة علاقات صداقة بين الركاب المتعاطفين، ناصحين إياهم بعدم ترك دراستهم من أجل مستقبل أفضل، خاصة أن أغلبهم تحصلوا على نتائج حسنة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/07/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com