مع مرور أسبوع من العطلة المدرسية لا يجد التلاميذ فضاء للاسترخاء أو المطالعة إلا بمكتبات البلديات خصوصا مع انطلاق " موسم قراءة في أسبوع "، لكن ما لوحظ أن أغلبية المتمدرسين يختارون العطلة لكسب لقمة العيش هروبا من الفقر، وعليه نجد العديد من الأطفال يقومون ببيع الخبز بأسواق مدينة تيارت، وهذا حال السوق اليومي بحي المنظر الجميل، حيث يقوم هؤلاء بالتجول طيلة اليوم لكسب بعض الدنانير، وإذا توغلنا إلى الأرياف فهذا شأن آخر، إذ أن أغلب التلاميذ يمارسون النشاط الفلاحي على غرار نظرائهم القاطنين بالمدن، أو حتى بيع الخبز على قارعة الطريق، ولا يكون التفكير إلا في كسب لقمة العيش ومساعدة ذويهم من خلال هذه التجارة المربحة، و الأسوأ من ذلك أن منطق المطالعة والتوجه إلى المكتبات التي تفتح أبوابها طيلة اليوم، قد غاب تماما لدى هؤلاء البراعم الذين لا يفكرون حتى في ذلك، بل يفضّلون ممارسة نشاط آخر غير الاستفادة من المطالعة.وإذا اتجهنا نحو بعض المناطق التي يعيش فيها البدو الرحل ، وإن ظفر أبناؤهم بمقعد دراسة وهذا حال مناطق بالشحيمة ،عين الذهب وسيدي عبد الرحمن، فأغلبهم تجدهم يرعون الأغنام التي تعتبر المصدر الوحيد لقوتهم، في ظل غياب تكفل تام من قبل الجهات الوصية ، التي من المفروض أن تسخّر كل الإمكانيات لتهيئة الظروف الخاصة بالتمدرس، لكن للأسف يبدو أن أبناء البدو الرحل وجدوا أنفسهم مضطرين لتقديم يد العون لأسرهم الفقيرة التي تحتاج بدورها للتكفل بها، مع العلم أن أغلب المتمدرسين بالمناطق النائية وبنسب متفاوتة يفضلون الأعمال الحرة عوض الدراسة ، وهذا حال الأرياف والقرى البعيدة في انتظار إيجاد الحلول ، فشتانا بين أطفال البادية والمدن الكبرى.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع مصطفى
المصدر : www.eldjoumhouria.dz