الجزائر

أطباق تقليدية تطيّب أجواء العيد



أطباق تقليدية تطيّب أجواء العيد
يستقبل الجزائريون عيد الأضحى المبارك، بعد أيام قليلة، بعادات مميزة لا تزال موجودة في معظم البيوت، تتمثل في تحضير أشهى الأطباق وألذ المأكولات التي رغم اختلافها بين ولايات الوطن إلا أن الهدف الأساسي يبقى واحدا وهو "اللمة" على مائدة الفطور، في أجواء عائلية تميزها رائحة اللحوم الطيبة بين الشواء، القلي، "البوزلوف" و"الدوارة" وغيرها من الأطباق التقليدية. لا تزال الأسر الجزائرية ومع تعاقب السنين، تحافظ على طقوس أعيادها الدينية، حيث لا تزال تهدف إلى لمّ الشمل في هذه المناسبات وتمضية أسعد الأوقات التي تزيد من تقارب الأسر فيما بينها وتبعث المودة والمحبة بينها.وحول هذا الموضوع، حاولت "المساء" جمع بعض عادات الأسر الجزائرية التي رغم بعد المسافات بين ربوع الوطن إلا أن معظمها يبقى متشابها. كان حديثنا بداية مع يمينة، سيدة متزوجة وأم لثلاثة أطفال، لا تزال تسكن مع والدة زوجها، أوضحت أن عائلة زوجها لا تزال تحافظ بشكل كبير على عادات قديمة، رسخها الجد منذ سنوات، من مبادئها الحفاظ على شمل العائلة، حيث كان يقدس الأجواء العائلية، وأشارت إلى أن مجموعة الإخوة الذين يسكنون كل في بيته الخاص لابد أن يأتي بأضحيته في يوم عرفة، أي ليلة عيد الأضحى ويبيتون في بيت "الوسط"، وهو ما يعرف بالبيت الكبير أو بيت الوالدين، ليتم نحر الأضاحي جماعة تحت سقف واحد وتقسيم المهام بين الإخوة ونسائهم والكل مدعو للمساعدة، حتى أصغر الأفراد من أبناء العم، وترى يمينة أن هذه العادات تسمح بالمحافظة على الروابط الأسرية وهي تحترم كثيرا ما تقوم به عائلة زوجها وتتمنى نقلها لأبنائها.الأطباق التقليدية ليست محبوبة لدى أغلبية الفتيات المراهقات ممن تحدثننا إليهن، إلا أن والداتهن لا يأخذن بعين الاعتبار رغبات تلك "المدلالات"، حسب تعبير البعض، حيث أوضحت ربيعة رفقة ابنتها مريم 19 سنة، التي أبدت كرهها لطبق "البوزلوف" و«الدوارة" بسبب روائحها القوية،غير أن ربيعة أكدت أن تحضير تلك الأطباق "مقدس" تلبية لرغبات زوجها وأطفالها الذكور ورغبتها الشخصية، لأن تلك الأطباق هي ما يميز أجواء عيد الأضحى المبارك ولا يمكن الاستغناء عنها، مضيفة أنه رغم امتناع بناتها عن تناول تلك الأطباق، إلا أنها تفرض عليهن المساعدة بغسل الأحشاء وتحضير بعض الأطباق حتى تتمكن من القيام بذلك بعد زواجهن.من جهتها، أبدت سارة 22 سنة، تخوفها من عيد هذه السنة، فهي متزوجة حديثا وليس لها أدني فكرة عن طريقة تحضير تلك الأطباق، مؤكدة أن القلي من اختصاصها، ودون ذلك عليها الاتصال بوالدتها لتمدها بالمساعدة وتقدم لها الوصفات، مشيرة إلى أن زوجها "يعشق" تلك الأطباق التقليدية، مثل "العصبان"، وعليها تتعلم طريقة تحضيره، حيث قالت؛ رغم أن "العصبان" طبق يتطلب تحضيره الكثير من الوقت، إلا أنها سوف تعمل على إعداده بطريقة جيدة لأن حماتها ستزورها في الأيام الأولى من عيد الأضحى. ولا يزال طبق "المشوي" يتربع على عرش الأطباق المفضلة لدى الشباب وتحضيره من اختصاصهم، هذا ما أوضحه سفيان قائلا؛ في ثاني يوم العيد نتسابق أنا وأخوتي إلى المطبخ لأخذ قطع اللحم التي سبق وتم تقطيعها لشيها على الجمر أو "الشواية"، فهي عادة لم نتخل عنها، بالعكس ما نزال نتمسك بها سنة بعد الأخرى، فتلك الأجواء تميزها فرحة لا ترتكز فقط في أكل اللحم وإنما في رؤية أفراد العائلة يتقاسمون المهام وسط رائحة الشواء التي تنبعث من كل منازل الحي.تشهد الأسواق هي الأخرى زخما كبيرا من المواطنين الذين يقصدونها لشراء لوازم العيد من خضر مختلفة، لتحضير أطباق متنوعة في هذا اليوم المبارك، إضافة إلى شراء كميات من مختلف التوابل التي تضيف النكهة لمختلف أطباق اللحم والتي تحضر بهذه المناسبة، كما باتت تجارة المشاوي والسكاكين جد مطلوبة، ويكثر الإقبال على الخدمات الموسمية، كشحد السكاكين لتصبح رائجة في هذه الأيام القليلة التي تسبق العيد ب 10 أيام على الأقل. وعلى صعيد آخر، تحتفل العائلات الجزائرية بأضحيتها ليلة العيد من خلال تزيين جبينها أو ظهرها أو جزء آخر منها بالحناء، كأنها عروس، حيث يعتبرونه ضيفا مميزا لهذه المناسبة، يعتاد عليه الصغار ويصبح بالنسبة لهم جزءا من العائلة، كونه حيوان أليف، وهذه العادة توارثت عن الجدات اللواتي كن، من خلال هذا التقليد، يكرمن الأضحية لتصبح اليوم طريقة مثالية للتفرقة بين الأضاحي التي تربط جميعا في مكان معين وسط الحي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)