لا تستغني الكثير من العائلات القاطنة بالشريط الساحلي لولاية تيبازة، عن أطباق السمك والسردين عند حلول شهر رمضان الكريم. فرغم تراجع الإنتاج السمكي بكل أنواعه وعزوف البحارة عن ركوب البحر للصيد خلال النصف الأول من شهر الصيام، إلا أن المائدة المحلية لا تخلو من فواكه البحر وبعض المنتجات البحرية.ورغم ما يحمله شهر الصيام من تنوع في الأطباق وتنافس ربات البيوت على تقديم الأفضل لأفراد العائلة، إلا أن السمك هو سيد المائدة المحلية في تيبازة، فبعض العائلات القاطنة ببوهارون وتيبازة وخميستي وبوسماعيل وشرشال لا تفرط في طبق السردين المحشي ب"الدرسة”، وهي أكلة محبوبة جدا نظرا لكونها خفيفة على الجهاز الهضمي من جهة مع سهولة تحضيرها، إضافة إلى كونها اقتصادية، لأن أسعار السردين تنخفض بشكل مقبول، نظرا لتهافت الناس على اللحوم الحمراء والبيضاء بباقي المناطق، فيما يؤكد الكثير من أرباب الأسر والصيادون تفضيلهم شواء السردين قبل موعد الإفطار بدقائق. نقلنا شهادات الكثير من كبار السن فقالوا إن السردين كان الطبق الرئيسي في شهر رمضان، وهؤلاء أصروا على الاستمرار في الاحتفاظ به كطبق مفضل بجميع الكيفيات، بما فيها شوربة السردين التي بدأت تندثر.
وتبقى الأسماك الساحلية مطلوبة جدا، وهي ضرورية في تحضير حساء السمك، نظرا لطراوتها وتنوع مذاقها، حيث تتحول بعض القوارب الصغيرة إلى ممون للسوق من هذه الأنواع، حيث تفضل الكثير من الأسر هذا الحساء للتنويع وضمان مصادر متعددة من البروتينات الحيوانية وعدم الاقتصار على الشوربة التقليدية والحريرة.
تتحول الأسماك الزرقاء والبيضاء إلى عملة نادرة خلال أيام رمضان، خصوصا مع حلول هذا الشهر في منتصف فصل الحر، فالسمك بالنسبة للكثيرين طبق لذيذ وخفيف يتناسب مع فصل الحرارة، عكس اللحوم الحمراء التي تزيد الطاقة في الجسم وهي ملائمة لفصل البرودة. كما تجهز قطع السمك وتمزج مع أنواع الجمبري الأبيض والأحمر لتحضير البوراك البحري ب"كوكتال” السمك، خصوصا أن البواخر الكبيرة تكثف من عمليات الصيد في أعالي البحار لجلب أجود أنواع الجمبري، وهذا النوع فرض نفسه على موائد العائلات الميسورة والمتوسطة.
أما “الأنشوقة” أو”الأنشوا”، فهي سيدة الأطباق وحضورها ضروري مع المقبلات والسلاطة، وهي التي تُصبّر وتحضر في كميات من الملح قبل أسابيع من حلول الشهر الفضيل، وهناك عائلات متخصصة في تصبيرها خصوصا في مدينة خميستي الميناء وضواحيها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أحمد حمداني
المصدر : www.elkhabar.com