أصحاب العمائم ودماء المصريين

عندما يقول العاهل السعودي أن العرب يجب أن يقفوا مع مصر لاستعادة استقرارها ويؤكد وقوفه مع الحكومة المصرية الحالية، فإننا كعرب أيضا من حقنا أن نتساءل مع المقصود بالوقوف مع مصر، ذلك لأن المصريين الذين قاموا بثورة ضد نظام مبارك هم أنفسهم انقسموا على أنفسهم بين إخوان مؤيدين للرئيس المخلوع، ومعارضين لهم مؤيدين للعسكر، ومعنى هذا بالدقة التي تتطلبها مثل هذه القضايا الشائكة أن ما يحدث في مصر شان داخلي خالص وأي تدخل برأينا قد يزيد الوضع سوءا وقد يدخل البلد في أتون حرب أهلية الخروج منها ليس بالأمر الهين.صحيح أن السعوديين اخذوا منذ البداية موقف منحاز للعسكر، بسبب الخلاف التقليدي بين الإخوان والوهابيين، لكن الصحيح أيضا أن الاتفاق على ماقام به العسكر ليس بالأمر الهين...فالعملية الديمقراطية في مصر تم توقيفها بطريقة فجأة، والانزلاق نحو القتل الآن أيضا كانت نتيجة حتمية لتوقيف العملية الديمقراطية، ومن ثمة فان محاولة دولا خليجية الإلقاء بنفسها في الأزمة المصرية يعيد إلى أذهاننا دور تلك الدول في الأزمة السورية والتي لم ينتج عنها إلا الدمار والخرب والموت...لكل هذا اعتقد جازما أن دعوة السعودية للعرب للوقوف إلى جانب مصر ما هي إلا كلمة حق أريد بها باطل..نقول هذا لأننا نتألم لما يجري في مصر ونتمنى أن تنتهي الأمور اليوم قبل الغد.