الجزائر

أصحاب الصراعات اللغوية دواعيهم سياسية



أصحاب الصراعات اللغوية دواعيهم سياسية
كشف الدكتور صالح بلعيد الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للغة العربية ل"المساء"، أنه من الداعين إلى الحوار لرأب صدع التجاذبات والصراعات اللغوية التي في أغلبها ذات دواع سياسية، مشيرا إلى أن أصحاب الصراع يصطادون في الماء العكر وأنهم يهملون الأصل ويركزون على تفاصيل لا يجب أن تذكر، كما لمح إلى تصوره الأول في القيام بمهمته الجديدة.تشرعون في مهمة رئاسة المجلس الأعلى للغة العربية، ما هو تصوركم الأول للقيام بعملكم؟مبادئ نصّ عليها الدستور الجديد 2016 هي أربعة؛ أولا ازدهار اللغة العربية، ثم جعل هذه اللغة في العلوم، ثم الترجمة منها وإليها، ثم جعل هذه اللغة لغة الدولة، هذه المهام الكبيرة سوف تنجر عنها خريطة طريق نقوم بها مع فريقي هنا، بأن نعمل على جعل اللغة العربية مزدهرة عن طريق تقديم أفكار وتحسين إنتاج أفكار وجعل هذه اللغة مطواعة، ثم نؤسس خلايا للترجمة ونستفيد من اللغات الحية الثماني العلمية بما فيها الإسبانية والإيطالية والفرنسية وغيرها. بعدها كيف نجعل من هذه اللغة لغة الدولة، يعني علاقتي وعلاقة المجلس الأعلى للغة العربية مع مؤسسات الدولة من وزارات ومجتمع مدني وكذا الإعلام والإشهار أيضا، وأنا أراهن على الإعلام وأن تكون لدينا علاقة طيبة معه لنقدم ما هو أحسن وبديل ونوعي. هذا هو تصوري العام لتأسيس لغة عربية علمية وظيفية، والتفصيل سيأتي في زمن لاحق.كيف حال اللغة العربية في الجزائر؟ هل تشكو من معضلة حقا؟— لا يخطر ببال أحد أن اللغة العربية تعيش خطورة، وإنما هو راهن موجود، هناك نقائص، لا يمكن أن نخفي هذا. هناك بعض المضايقات لكن هذه المضايقات وهذه النقائص يجب أن تخرج من الأقوال إلى الأفعال والعمل على رصدها وتقديم الحلول والإنتاج فيها وبها. هذه الأمور ليست بالصعوبة بما كان، ولكن ما كان يجب أن نقرأ دائما ربما- النظرة السوداوية للوضع اللغوي بل هو أمر طبيعي، وحدتنا تكمن في هذا التعدد والصراع اللغوي موجود والتجاذبات موجودة في كل اللغات ولكن نحتكم إلى وحدة وطنية ونحتكم إلى لغة تجمعنا وهي اللغة العربية. هذه الأمور سيتم التغلب عليها ما دام هناك إرادة سياسية مادام هناك دعم معنوي ومادي واجتماعي، كما أنه لا يمكن الخروج عن لحمة الشعب الجزائري، وإنما هناك من يريدون الاصطياد في الماء العكر ويترصدون لبعض الأشياء التي لا يجب أن تذكر ويركزون عليها، نحن يجب أن ننظر إلى الأمور بعمومها لا بأجزائها البسيطة التي لا يجب الوقوف عندها.ربما هذا الشأن يحيل للحديث عن الصراع الفرانكوفوني؟هذا موجود بشكل عادي، ولا يمنع أن يحصل الحوار حتى مع الذين يخدمون اللغة الفرنسية ويراهنون عليها في الجزائر، عندما يحصل حوار أكيد هم جزائريون ولا يمكن أن يغلبو لغة أجنبية على اللغة العربية، بمن فيهم الناطقون بالمازيغيات.هناك لغة لها وظيفة معينة تختص بها، لكن مشكلتنا الآن هي أننا خلال التجاذبات لا نستمع لبعضنا البعض.ربما الدواعي السياسية وراء هذا الصراعات؟— لا شك في ذلك، هناك دواع سياسية وهناك من يعيش على الاصطياد في هذه الأشياء، لكن الدنيا بخير والجزائر بخير واللغة العربية بخير، عندما أزور البلاد العربية أتأكد أن للجزائر وضع لغوي متميز.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)