الجزائر

...أصالة الماضي و ألق الحاضر



لا تقتصر معالم المدينة التاريخية قسنطينة على الجسور فحسب، إنما يتواجد بها كهوف ومقابر أضرحة و مساجد عريقة عراقة هذه المدينة، إذ تطغى عليها الصبغة الثقافية والدينية، منها الجامع الكبير الذي بُني في عهد الدولة الزيرية سنة 503ه، 1136م، و أقيم على أنقاض المعبد الروماني الكائن بنهج العربي بن مهيدي حاليا، ويتميز بالكتابات العربية المنقوشة على جدرانه، وأيضا جامع « سوق الغزل « الذي أمر ببنائه الباي حسن عام1730، وكان الممول له الشيخ عيسى بن جلول المغرابي، وأيضا جامع سيدي الأخضر الذي أمر ببنائه الباي حسن بن حسين عام 1743، و يضم مقبرة تضم عدة قبور من بينها قبر الباي حسن، بالإضافة إلى منارات دينية متعددة على غرار جامع سيدي الكتاني، مسجد البيضاوي، جامع سيدي عفان، جامع سيدي محمد بن ميمون، جامع سيدي بوعنابة، جامعة السيدة حفصة, جامع سيدي راشد، وجامع سيدي نمديل ، دون نسيان التحفة المعمارية مسجد الأمير عبد القادر بهندسته الرائعة التي تعد إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في الوقت الحاضر بتصميم مشرقي أندلسي أكثر من رائع.أما بالنسبة للمقابر، فقسنطينة تحوي مقابر تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، وهي هي تتنوع حسب الفترات ، منها المقابر التي ظهرت قبل الفينيقين ، وكانت بأنفاق الدببة وعند ظهور الفنيقيين، ومن أبرزها « كدية العاتي « التي تحتل اليوم مكانها سانت جان، و «الكدية القديمة» و نهج « فلوري «، التي قسمها التواجد الفرنسي إلى قسمين، القسم العلوي انطلاقا من نهج تونس إلى غاية منحدرات سفوح الكدية الغربية والجهة السفلية التي خصصت للمعمرين، أما مقابر الجالية اليهودية فكانت بالسفح الشرقي لجبل سيدي « مسيد « القريب من المستشفى الجامعي، وكذا نصب الأموات الذي قامت فرنسا بإنشائه، تخليدا لمن سقطوا في الحرب العالمية الأولى، إلى جانب القبور المكتشفة بأنفاق الدببة لعصور ما قبل التاريخ ، بناحية « بكيرة» ، والتي تعود إلى قرية كانت هناك للأهالي، لا يقطنها غيرهم وهم العمال والمسخرون لخدمة الأرض، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة الخروب بالمواقع المسماة خلوة «سيدي بوحجر» ، «قشقاش» و«كاف تاسنغة «ببنوارة ، وتعود كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ. كما تُعرف مدينة قسطينة أيضا بضريح ماسينيسا بالخروب نسبة لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق م ، والذي يعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً، وأيضا ضريح « لوليوس» الواقع في جبل شواية بالمكان المسمى « الهرية « على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن تيديس ، له شكل أسطواني، بُني من حجارة منحوتة وشيدّ من طرف لوليوس إبريكيس حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته ، لتكون المدينة الأثرية « تيديس» الواقعة على بعد 30كلم إلى الشمال الغربي واحدة من بين المدن الشاهدة على تعاقب حضارات بدءا بعصور التاريخ فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية، و التي تتجلى في مجموعة من القبور تسمى « دولمن « التي تعني المنضد الصخرية ، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى «بازناس» وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)