الجزائر

أشواك اللامراقبة



إن الإدارة المحلية هي تابعة للإدارة المركزية من حيث طريقة التسيير ،والتمسك بتطبيق القوانين، و السهر على تقديم خدمات للمواطن بشكل جيد بعيدا عن أساليب البيروقراطية والمحاباة والمحسوبية الملتوية التي تضيع في دوامتها مصالح وحقوق المواطن وتهدر هدرا في كل المجالات و سائر القطاعات ،وانطلاقا من هذا فإن الولاة يمثلون الدولة و هم همزة وصل بين الدولة والمسئولين المحليين و يقومون بدور التحفيز لهؤلاء المسئولين للعمل و الاجتهاد من أجل تحريك عجلة التنمية والسهر على إنجاز المشاريع التنموية في وقتها وتجنب التأجيل والمماطلة و التقاعس في متابعة أشغال المشاريع المختلفة و العمل على حل المشاكل المطروحة و العراقيل التي تعترضها ،خاصة في بلادنا حيث يتعثر عدد كبير من المشاريع و الإنجازات الكبرى المهمة والضرورية للمواطن من مدارس و سكنات و مستشفيات و طرق و محطات تزويد بالمياه والكهرباء والغاز في انتظار أن تتحرك المصالح العليا أو زيارة وزير أو الوالي أو أي مسئول آخر ليصدروا أوامر و يوجهوا تنبيهات و ملاحظات حتى تتحرك وتيرة و أشغال ذلك المشروع من جديد و من المؤسف جدا أن نشاهد يوميا ورشات مشاريع متوقفة عن العمل بسبب نفاذ الغلاف المالي المخصص لها ، وأخرى بسبب تغيير المقاول المشرف على العمل و انتظار تعيين مقاول جديد، و مشاريع أخرى توقفت عند مرحلة الدراسة و لم تتحرك من تلك النقطة و يخص مثل هذا الوضع مشاريع اجتماعية كثيرة تأخر استلامها ودخولها مرحلة الخدمة على خلفية عدم متابعة المسئولين المحليين لها و تزداد خطورة هذا عندما يتعلق الأمر بمشاريع مدارس و مراكز صحية و هي خدمات مهمة يحتاجها المواطن لتفادي ما يشهده كل دخول مدرسي من اكتظاظ الأقسام بالتلاميذ الذي يتجاوز الأربعين تلميذا و هو ما يؤثر سلبيا على العملية التربوية .إن يوميات المدن وضواحيها والقرى عندنا تعج بأخبار مشاريع مهملة لم تنته أشغالها و ظلت تنتظر لسنوات متعاقبة ، وأخرى اكتمل انجازها و أهملت و كأنه لم تصرف في بنائها أموال الشعب والدولة ،و كم من تجمع سكني جديد بقي لسنوات يعاني من تراكم أكوام الفضلات المنزلية والبناء المجاورة له دون أن تحرك الإدارة المحلية ساكنا باتجاه تحسين محيط التجمعات السكانية الجديدة ،هذا في ما يخص المرافق الاجتماعية التي يحتاجها المواطن، لكن ما يحدث في مرافق الخدمات من إدارات ومستشفيات و غيرها هو أدهى وأمر حيث يعاني المواطنون كثيرا من ممارسات المحسوبية والبيروقراطية و تقاعس الإدارة في تقديم الخدمات للمواطنين و هذا كله يساهم كثيرا في ارتفاع موجة احتجاجات المواطن وسخطه على الإدارات المحلية و حسرته على حقوقه المهضومة و تزداد معاناتهم مع كل دخول مدرسي عندما توزع المنح المدرسية والحقائب المدرسية والكتب على التلاميذ المعوزين وقفة رمضان و كذا منحة البطالة .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)