الجزائر

أشهر الأطباء بتلمسان



كانت مهنة الطب متداولة بعناية في تلمسان خلال العهد الزياني، وكان الأطباء والعلماء يقومون بتدريس العلوم الطبية، النظرية والعملية للطلبة، في بعض مساجد تلمسان ومدارسها، وفي البيمارستان والتي تحتوي على كراسي لتدريس هذا العلم. وقد حرص سلاطين بني زيان وذوي النباهة من أبناء تلمسان وعلمائها على العناية بالطب، إلى جانب عنايتهم بالعلوم الأخرى، الدينية وبالآداب، والعمل على اقتناء نفائس كتبها، وتجميع مصادرها من المغرب والأندلس والمشرق، وبذلك تعددت مصادر العلوم بخزائن تلمسان ومكتباتها في الطب والصيدلة والعلوم الطبيعية والبيطرة وعلم النبات وغيرها(51).
فقد كانت هذه الكتب والرسائل العلمية، تؤدي للطلاب أنفع الخدمات، والحصول على ما يحتاجونه من مادة علمية ومن أدوات البحث، فالنصوص تشير إلى وجود أكثر من ثلاثمائة عنوان لمصنفات الطب والصيدلة، في خزائن حواضر المغرب خلال العهد الزياني(52). وقد برز في العلوم الطبية من التلمسانيين في العهد الزياني كان لبعضهم في هذا المجال نذكر منهم ما يلي:
- أبو القاسم محمد بن أبي القاسم الحكيم التلمساني، نبغ في العلوم الطبية والفقه والخطابة. وكان يؤم الناس في الصلاة، قربه السلطان أبو تاشفين الأول، ورعاه حتى صار طبيبه الخاص(53).
- أبو عبد الله محمد بن أبي جمعة التلاليسي، من أهل تلمسان، كان جراحا ممتازا، قام بعملية جراحية لأمعاء السلطان أبي يعقوب المريني، وأخاط الجرح الذي أصابه في بطنه، بالمنصورة كطبيب محترف، اختصه السلطان أبي حمو موسى الثاني، فكان طبيب البلاط، فضلا عن كونه شاعرا مميزا مدح السلطان في كثير من المناسبات، وله قصائد كثيرة في المولديات(55).
- محمد بن علي بن فشوش: طبيب تلمساني ماهر، زاول مهنته بكفاءة عالية، وكان يدرس العلوم الطبية بمدارس تلمسان، درس عنه العالم المصري الرحالة عبد الباسط بن خليل، الذي زار تلمسان، قصد الأخذ عن أطبائها وعلمائها وفي هذا المجال يقول: ''ولقينا بها (تلمسان) جماعة أخرى من الفضلاء والأدباء والأطباء منهم محمد بن علي بن فشوش، أحد أطباء تلمسان في المزاولة والدراسة، وسمعت من فوائدهم، وحضرت دروس بعضهم ونقلت عند أشياء وأجازوني..''(56).
- موشى بن صمويل بن يهود الإسرائيلي المالقي الأندلسي اليهودي المتطبب المعروف بابن الأشقر يعد من أشهر الأطباء وأمهرهم قدوة وحدقا في ميدان الطب، ولد بمالقة قبل سنة 820هـ/1418م، أخذ هذا العلم عن أبيه اشتهر بهذه الصنعة في الأندلس، ثم انتقل إلى تلمسان وحط رحاله بها، حيث زاول بها مهنة الطب وتدريسه للطلاب المهتمين به، فلازمه كثير منهم وتوافدوا عليه من حواضر وأقطار مختلفة طلبا لهذا العلم، وقد درس عليه الرحالة المصري وأجازه، فقال عنه: ''لم أسمع بذمي ولا رأيت كمثله في مهارته في هذا العلم وفي علم الوفق والميقات''(57).
- أبو إسحاق إبراهيم بن محمد التلمساني الثغري الطبيب، ألف رسالة أو معجما صغيرا في الطب رتبه على حروف المعجم، هو عبارة عن قائمة، بأسماء الأعشاب ونحوها، مما يتداوى بها في ذلك العصر، أضاف له معلومات شخصية عن الأدوية الشائعة في التطبب في عصره(59).
استهل إبراهيم معجمه أو رسالته هذه، بالأدوية النافعة لبرد الدماغ، وهي تشمل على أضمدة وأدهان وغيرها، تحتوي الرسالة على وصف أدهان وأشربة وسفوفات ومعاجين، مع ذكر منافعها الطبية، كما تتعرض إلى بعض أمراض العين(60).
وساهم بعض الفقهاء والعلماء في ميدان الطب، وإن لم يكونوا متخصصين فيه مثل:
- الفقيه أبي الفصل المشذالي التلمساني (تـ 866هـ/1461م)، الذي درس الطب على محمد ابن علي من فشوش التلمساني السالف الذكر(61).
- الفقيه الصالح محمد بن يوسف السنوسي (تـ895هـ/1489م)، الذي درس العلوم الطبية، ولكنه لم يخرج في تناوله لهذه العلوم عن دائرة اختصاصه، بل جعل معارفه المتنوعة تكمل بعضها، فقد ربط بين الدين والطب واستعان بالأحاديث النبوية، في المجال والتزم بتوجيهاتها في الامتهان به(62).
وقد كتب في هذا الميدان مصنفا سماه ''شرح حديث المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء''، استهله بقوله: ''فقد جرى بيني وبين إخوان نجباء لكلام في فصل صناعة الطب، وأنها شطر العلم، وختمه بقوله: ''كذلك تقبل الأعضاء قبولا حسنا لاستفراغها من العضلات، بسبب الرياضة فتستقيم بذلك الصحة بإذن الله عز وجل''(63).
والظاهر أن لهذا المصنف عدة عناوين منها: "رسالة في الطب" و "تفسير ما تضمنته كلمات خير البرية، من غامض أسرار الصناعة الطبية وضح فيه السنوسي الحمية ثم انتقل إلى الأغذية والفواكه والأشربة وتأثيرها على الجسم، كما تحدث عن الهضم والإخلاط، وتأثيرهما على الصحة وواجبات الإنسان في حفظ المعدة والعناية بها(64).
وله تأليف آخر في يدان الطب عنوانه ''مجريات في الطب'' و''مقدمات فوائد'' يتكون من 144ورقة في الطب أيضا(65)، وله شرح لأرجوزة ابن سينا في الطب لم يكمله(66).
- ومنهم أبو عبد الله المالقي المتطبب، الذي عاصر العالم الفقيه الآبلي والإمام المقري الجد(67).
- ومنهم داوود عبد الله البغدادي ثم التلمساني، الطبيب الماهر، كان ضريرا عاش ما بين القرنين الثامن والعاشر الهجريين، تميز بمعارف طبية عظيمة(68).
- ومنهم الفقيه أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمان بن الإمام (تـ845هـ/1441م) صاحب القدم الراسخ في التصوف والأدبيات والشعر والطب(69).


أتمنی لكم المزيد من المعلومات وشكرا
بن عيسۃ جمال - طبيب مختص في جراحۃ الأطفال - مغنيۃ - الجزائر

25/03/2018 - 373888

Commentaires

طبيب نساء في ولاية تلمسان
Marouma - عاملة - البيض - الجزائر

20/02/2017 - 325639

Commentaires

je veut une dermatoloque a tlemcen
ben hammou karima - une profe d'anglais - tlemcen - باربادوس

01/05/2015 - 255425

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)