أشكال إساءة معاملة الأطفال

إن قوة المجتمعات تكمن في مدى سلامة الصحة النفسية و الاجتماعية لأفرادها ، و كون الطفل المحور الأساسي لتطور و نماء الأسرة و المجتمع وجب عليهما توفير متطلباته إذ أنه يولد كائنا عضويا خالصا ، و المجتمع هو الذي ينقله من حالة بيولوجية عضوية إلى نمط اجتماعي متكيف مع ذاته و مع محيطه ، إلا أن الخلل الحاصل اليوم أن وسائط التنشئة الاجتماعية بأساليبها المتعددة لم تعد تقوم بواجبها بل أصبح لها الدور السلبي في حدوث مشكلات كبرى للطفل كإساءة معاملته . إن ظاهرة إساءة معاملة الطفل من الظواهر المرضية التي انتشرت في مجتمعاتنا بشكل بارز و بشدة ، و قد شملت الذكور و الإناث في كافة مراحلهم العمريةو بطرق مختلفة محدثة عواقب بدنية ، نفسية و سلوكية غير طبيعية مشيرة إلى التعرض الفعلي للإساءة سواء من وسط قريب من الطفل أو بعيد عنه،هذه المشكلة التي تعد من أبرز المشكلات العالمية ، و التي لا يخلو منها مجتمع ،ولا أحد يستطيع تجاهلها،فقد ازدادت تفاقما في الآونة الأخيرة نتيجة لحدة ما تتركه من اثار سلبية وخيمة على التكوين الجسماني ، النفسي و الاجتماعي للطفل و إعاقة تطور مسارات نموه الطبيعي بشكل عام ، و مما هو ملاحظ أن هذه المشكلة شغلت الكثير من الأوساط المؤسساتية و في مجالات مختلفة : علم النفس ، علم الاجتماع ، الطب و القانون .