غابت نقاط بيع أضاحي العيد هذا العام عن كثير من المدن والبلديات في الوطن، عقب الإجراءات الأخيرة المتخذة من قبل الحكومة والسلطات المحلية القاضية بمنع التنقلات بين الولايات وتقليص عدد نقاط بيع المواشي جراء تهديدات فيروس كورونا، بغية تنظيمها وتعزيز إجراءات الوقاية للحد من انتشار فيروس كورونا.برزت مقابل ذلك أسواق ماشية افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض مواقع البيع والشراء تعرض قطعان الخرفان بشكل تفصيلي مع أصلها وفصلها ومنبتها وتعليفها وكذا تقديم أسعارها والخدمات المرافقة لها من توصيل مجاني إلى غاية المنازل وإمكانية الاحتفاظ بها إلى عشية ليلة العيد، ويرفق المروّجون لسلعهم إعلاناتهم بأرقام الهواتف الممكن التواصل عبرها.
ولأول مرة في تاريخ الجزائر ينتشر البيع الإلكتروني لأضاحي العيد بهذا الشكل ويزيد الإقبال عليه من قبل الموّالين والسماسرة والزبائن على حد سواء، بعد قطع الطريق عليهم في الفضاءات الواقعية، وهو ما جعلهم يسارعون إلى استغلال التكنولوجيا.
وطرحت شركة إسكندر وموقع التسوق الالكتروني "سكيندار" صيغة جديدة تعتبر الأولى من نوعها في مجال بيع الماشية بواسطة الدفع الإلكتروني واستعمال بطاقة ما بين البنوك أو البطاقة الذهبية لبريد الجزائر لاقتناء أضحية العيد، من دون التنقل إلى نقاط بيع المواشي، وذلك في إطار اتفاقية جمعت الشركة بعدد من الموّالين.
مواقع إلكترونية تعرض بطاقة فنية لأضحية العيد
وتفضل بعض العائلات اقتناء أضحيتها من مواقع البيع والشراء التي تعرض بطاقات فنية كاملة عن الأضحية تتضمن فصيلتها ومسقط رأسها ووزنها ولونها وعمرها وتعليفها وسعرها وخدمات ما بعد البيع، وبدل توجه الأبناء رفقة آبائهم إلى أسواق المواشي باتت الجولات الافتراضية في أسواق الماشية البديل المفضل والآمن المتاح في الوقت الراهن تجنبا لانتشار عدوى كورونا، حيث يقضي أفراد الأسرة ساعات في تصفح مواقع الشراء أونلاين وصفحاته التي راجت في المدة الأخيرة لاختيار أضحية العيد بمشاركة الجميع ويتصلون عقب ذلك للتفاوض حول السعر وتأكيد بعض المعطيات غير الواردة في الإعلانات.
وتتراوح الأسعار المعروضة على تلك المواقع بين 38 ألف دج إلى غاية 75 آلف دج، بعضها قابل للتفاوض، وذلك عبر أغلب مواقع البيع والشراء الشهيرة في الجزائر على رأسها موقع "واد كنيس".
ويطلق التجار الإلكترونيون للكباش رسائل تطمين لزبائنهم مدللين ذلك من خلال عبارات أنّها لم تتناول العلف المعالج "الفينيسيون" وأدوية التسمين.
ويقول بعض الموّالين من ولاية الجلفة وسيدي بلعباس إن الظروف الاستثنائية الراهنة وتهديدات "كوفيد19" التي تلاحق الجزائريين في أسواق الماشية هي التي دفعتهم إلى اعتماد هذه التقنية الجديدة للبيع الإلكتروني أو الأسواق الإلكترونية للماشية بالاستعانة بذوي الخبرة في هذا المجال وذلك لما وقفوا عليه من تصفح كبير لتلك الصفحات والمواقع.
ويطرح البيع عبر الأسواق الإلكترونية إشكالات عديدة في مجال سلامة الأضحية ومدى خضوعها فعلا للمعاينة البيطرية، غير أنه يوفر من جانب آخر حماية للمستهلك وتجنيبه خطر الاحتكاك في تلك الأماكن التي يكثر فيها الازدحام.
ويعود بروز البيع الإلكتروني للماشية إلى سنوات قليلة خلت غير أنه ظل محتشما وغير متداول على نطاق واسع إلى أن فرضت مستجدات كورونا واقعا محتما على كل راغب في الجمع بين معادلة اقتناء الأضحية والسلامة من الوباء وذلك فقط من خلال كبسة زر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/07/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كريمة خلاص
المصدر : www.horizons-dz.com