تحولت معظم شوارع وأرصفة مدينة سطيف إلى أسواق مفتوحة على الهواء الطلق، وذلك ما زاد من تأزم الوضع وفي عرقلة حركة المرور، بعدما غزا الباعة غير الشرعيين كل الأماكن والمساحات، واستولوا على محطات الحافلات وغيرها لعرض سلعهم.
وقد أصبحت مصدرا لكل التسممات خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة لهذا الصيف وغياب ثلاجات التبريد للحفاظ على العديد من المواد الغذائية التي تعرض في أشعة الشمس الحارقة، ما يتلف الكثير من مكوناتها وتركيباتها. هذه الأسواق اليومية عبر مدن ولاية سطيف عرفت خلال شهر رمضان المعظم إقبالا منقطع النظير ولهفة ملحوظة على الوجوه خاصة النسوية منها والتي تتهافت على شراء كل ما له علاقة بالمطبخ والجهاز الهضمي، خلال هذا الشهر الفضيل ناسين أو متناسين االجانب النفسي والروحي الذي تسمو به النفس عن ملذات الدنيا.
الارتفاع الجنوني للأسعار وفرصة ذهبية للتجار
لا يختلف اثنان على أن شهر رمضان بات فرصة ذهبية للتجار كي يملأوا جيوبهم على حساب الغلابى والفقراء لتعويض ما فاتهم خلال شهور السنة، وأصبح عقبة كبيرة تجاوزها يتطلب الكثير والكثير من الصبر، فكل شيء يلتهب في ظل الضعف المسجل في القدرة الشرائية للمواطن وعدم تناسب الراتب الشهري مع الأسعار في غياب رقابة صارمة للدولة وتنظيم محكم للسوق وغياب الوازع الديني الذي من المفروض أن تكون هناك رحمة ومودة بين الناس حتى يتفرغوا لعباداتهم بدل عبادة المعدة وشراء كل ما تشتهيه الأنفس، لذلك تراهم لا يتقاعسون عن دفع الكثير من المال لتمضية شهر الصيام على أكمل وجه والتحضير الجيد له من كل الجوانب.
وبعد سماع رأي المواطن في الأسعار التي قفزت مبديا استياءه الشديد خاصة أصحاب الدخل الضعيف، ارتأينا سماع رأي التاجر الذي سيبقى دوما في قفص الاتهام باعتباره المتعامل المباشر ويسقط عليه اللوم دائما في كل وقت، إلا أن جلهم أكدوا أن ارتفاع الأسعار في هذه الأيام كان تبعا لما تفرضه أسواق الجملة التي عرفت فيها الأسعار، هي الأخرى، ارتفاعا ملحوظا مما فرض عليهم الرفع من الأسعار وعدم تحمّل الخسارة…
«الزوالي» يستغني عن اللحوم والأسماك
كشفت الجولة الاستطلاعية التي قادتنا الى سوق لندريولي الذي يعرف حركة لا مثيل لها عن وصول الأسعار، خاصة المواد الغذائية ومستلزمات الشهر الكريم إلى أعلى مستوياتها وكأن شهر رمضان أصبح موسماً للتجار لزيادة الأسعار بعيداً عن الرقابة.
فأهم ما يميز هذه الأيام بالنسبة للعائلات السطايفية هو اقتناء ما يلزم من المواد الغذائية الضرورية لهذا الشهر الكريم التي تتنوع وتختلف في مجملها، على غرار أيام السنة. وقد تبين لنا أن الاختلاف في الأسعار قد وصل في بعض الأحيان إلى 50 دج، في الوقت الذي أكد لنا فيه البعض الذين التقيناهم بسوق سطيف اليومي أن أسعار المواد الغذائية الأساسية عرفت ارتفاعا محسوسا، الأمر الذي استاء منه الكل على غرار كل سنة، كون شهر رمضان شهر الرحمة لا شهر الربح السريع على حد تعبير بعض المتحدثين، إلا أن التجار يجدون في هذا الشهر فرصة لا تعوض لزيادة أرباحهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ميساء م
المصدر : www.elbilad.net