الجزائر

أسقطتهم قنابل الغدر الإرهابي أسفل الزبربر أحياء تبتلعهم الإصابات ونسيان المسؤولين



أسقطتهم قنابل الغدر الإرهابي أسفل الزبربر                    أحياء تبتلعهم الإصابات ونسيان المسؤولين
لا يمكن نعت حالتهم بأقل من المأساة الوطنية ، أصبحوا أمواتا، رغم ما احتفظ لهم القدر به من بقايا حية بأجسادهم المقعدة، أو ما يدر به عليهم جيرانهم وأبناء قراهم من أفعال خيرية وصدقات اعترافا لهم بتضحيتهم، وقبل ذلك، اعترافا لهم ضد النسيان والتهميش المطبقين عليهم وعلى أطفالهم وزوجاتهم، الذين حوّلتهم ظروف الفقر والبؤس إلى يتامى وأرامل بامتياز.  كانت أصعب حالة زرناها، الضحية ر. حسين، 45 سنة، حرس بلدي منذ 1999، طريح إصابة أفقدته الحركة بشلل مس كامل جزئه وطرفيه السفليين منذ أزيد من 16 شهرا، عقب وقوعه في كمين إرهابي عبر ما يعرف منذ 2006 لدى سكان المنطقة أقصى شرقي المدية بـ مسلك الموت الذي شهد، حسب السكان، ما لا يقل عن ثمانية تفجيرات إرهابية باستخدام وسائل عن بعد، كأجهزة الهاتف النقال. لم أستيقظ بعدها سوى على سرير المستشفى العسكري بعين النعجة، أين أخضعت لعملية نزع شظية قنبلة من عمودي الفقري، وعلمت بأنها مزقت نخاعي الشوكي، وبأني مشلول وميؤوس من شفاء حالتي. ونظرا لاستحالة عودتي إلى قريتي الجبلية، تصدق عليّ أحد الخيّرين مؤقتا بهذا البيت لآوي عائلتي المتكونة من خمسة أفراد .. هكذا لخص لنا حسين حالته، محتفظا لنفسه بما هو أكثـر مرارة، كونه تنقل أربع مرات إلى مستشفى عين النعجة بواسطة وسائله الشخصية وبسيارات الكلونديستان ، وليس سيارة الإسعاف كما كان واجبا في حالته، لأداء الفحوصات الطبية الضرورية. وبقي المعني على هذا الوضع إلى أن نصحه طبيبه بهذه النهاية اليائسة، ولم يعد أمامه سوى قضاء ما تبقى من عمره على فراش بائس داخل بيت أبأس، بسبب هشاشته وعزلته على هامش قرية سيدي أمبارك التي تبعد ببضع كيلومترات عن مقر بلدية الميهوب.  وحيث لا يملك حسين سوى هذه الإصابة وراتبه الشهري، الذي سيتحول إلى مجرد منحة الضمان الإجتماعي لاحقا، والتي قد لا تتعداها إلى ما يتماشى وحالته كمقعد 100 بالمائة، فإن أوضاع عائلته لن تكون أحسن من أوضاع زميله المقعد أيضا، قرومي علي، الذي بتر طرفاه السفليان على مستوى الركبتين في تفجير إرهابي آخر منذ جانفي .2009 وجدناه أمام مدخل عمارة أين يقطن رفقة عائلته المتكونة من خمسة أفراد بمسكن اجتماعي حصل عليه بقدرة قادر، إذ علمنا أن الكرسي المتحرك الذي كان قابعا فوقه من اقتناء أقربائه وليس منحة اجتماعية كما كنا نتصور، لعنصر حرس بلدي قضى أزيد من 12 سنة في مقدمة مركز عملياتي متقدم بقرية البواحة الحدودية في مواجهة إرهابيي جبل الزبربر، ليجد نفسه مهمشا دون تعويضات حتى الساعة سوى منحة لا تتعدى 18 ألف دينار شهريا من طرف الضمان الاجتماعي. ومما زاد في مأساة هذه العائلة شلل أحد أفرادها 100 بالمائة بسقوطه من أعلى شجرة زيتون، بحثـا عن مصدر عيش لمواجهة ما تعانيه العائلة من وضع اجتماعي صعب.وحسب السكان الذين يبدون تعاطفا شديدا مع هؤلاء الضحايا والبالغ عددهم 16 جريحا، تتفاوت خطورة إصاباتهم، وضحايا آخرين في صفوف عناصر الجيش والدرك على طريق الموت نحو المركز العملياتي المتقدم بقرية البواحة، تبقى الوضعية المتدهورة لحالة هذا الطريق عبر ثـمانية كيلومترات الفاصلة بين مقر بلدية الميهوب وقرية البواحة مثارا للتساؤل. وبلا شك، حسب سكان المنطقة، فإن صعوبة قطع المسلك ساهمت في وخامة التفجيرات الإرهابية بسبب الحفر وبطء حركة السيارات عبره، ناهيك عن انعدام الإنارة به، ولم يجد السكان سوى نصحنا بعدم المغامرة أو حتى مجرد فكرة للذهاب باتجاه قرية البواحة الحدودية مع قرومة المنتمية إلى الأخضرية بولاية البويرة.   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)