الجزائر

أسعى جاهدة لأكون همزة وصل بين الجالية الجزائرية في فرنسا وأرض الوطن



طرحت زبيدة حمادي رئيسة الجمعية الثقافية للمرأة الجزائرية بفرنسا, العديد من المشاكل التي تؤرق أبناء الجالية الجزائرية بفرنسا لاسيما ما تعلق بمشكل نقل جثث الموتى إلى أرض الوطن والبطالة وغلاء التذاكر, مؤكدة أنها ستعمل جاهدة على حلها, جاء ذلك خلال نزولها ضيفة على جريدة «السلام».الجمعية الثقافية للمرأة الجزائرية من أفعل الجمعيات الناشطة في إقليم جنوب فرنسا, وذلك منذ تأسيسها سنة 1989؛ حيث تنشط في عدة مجالات؛ اجتماعية وثقافية وسياسية داخل الوطن وخارجه, وتهدف بالدرجة الأولى إلى لمّ شمل الجالية الجزائرية بمدينة الفوكلوز بفرنسا؛ حيث تشكل همزة وصل بين هذه الأخيرة وأرض الوطن, وتعمل جاهدة على ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية الأصلية لديهم, خصوصا ما تعلق بالعادات والتقاليد والمحافظة على التراث, وهي الميزة التي تطبع جل نشاطاتها, لاسيما في المناسبات الدينية والوطنية.
السيدة حمادي أعطت الجمعية دفعا كبيرا منذ أن تسلمت رئاستها بأفينون؛ فزبيدة حمادي كانت من بين الشخصيات الفاعلة في الجمعية, والتي تضم سبع نساء ورجلين؛ حيث أكدت أنها رفعت التحدي ولم تتراجع أبدا, وكانت لها لمساتها الخاصة في عدة ميادين اجتماعية وثقافية وسياسية, وهمها الوحيد هو تحسين ظروف الجالية الجزائرية, وتفعيل مشاركتهم السياسة, وهو ما تعتبره نشاطا عاديا في حياتها, خاصة أنها من عائلة ثورية وتعشق الجزائر حتى النخاع.
ضيفة «السلام» كادت تذرف الدموع وهي تحكي عن جملة المشاكل التي يتخبط فيها أبناء الجزائر في المهجر, داعية إلى ضرورة العمل على إيجاد الحلول لها في أقرب الآجال, ومن أبرزها قضية نقل جثث الموتى المقيمين بفرنسا إلى أرض الوطن؛ حيث استنكرت بشدة طريقة نقلهم رفقة الحقائب على اختلاف محتوياتها, مطالبة الدولة بتخصيص طائرة خاصة لهذا الغرض تحديدا, كما هو معمول به في بعض الدول المجاورة. كما أشارت خلال حديثها إلى المشكل الذي يؤرق الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا, والمتعلق بسعر التذاكر, الذي يبلغ الذروة خلال فصل الصيف, حيث يصل سعر التذاكر إلى 400 أورو للشخص الواحد؛ ما يصعّب تنقّل أسر بكاملها لقضاء عطلة الصيف بالوطن.
وبالمقابل, دعت ذات المتحدثة إلى ضرورة النظر إلى وضعية أبناء الجالية الجزائرية, الذين يعانون من البطالة, كما دعت إلى فتح مجالات عمل لهم وتسهيل عمليات الاستثمار على أرض الوطن؛ حيث فصلت في هذه النقطة تحديدا: «يوجد العديد من أبناء الجالية في الخارج يملكون مشاريع ذات أهمية كبيرة في مختلف المجالات وأرادوا الاستثمار في بلدهم, ولكنهم لم يحصلوا على التسهيلات الضرورية؛ فمن المؤسف أن يقيم المهاجر الجزائري استثماراته في بلدان أخرى عوض وطنه الأم! ونحن نريد أن نغرس في نفوس أبنائنا الحب والوفاء للوطن». وعلية تناشد رئيسة الجمعية الثقافية للمرأة الجزائرية مختلف الهيئات والوزارات ضرورة التدخل لمساندة الشباب الجزائري المقيم بفرنسا؛ بالحصول على عمل لائق وفتح مجالات الاستثمار أمام الراغبين, مؤكدة أن تطوير البلد يتطلب تضافر الجهود بين أبنائه من الداخل والخارج؛ تقول: «لا بد من تغيير تلك الفكرة التي تستند على أن الجزائري لا يمكنه أن يعمل بأرض الغربة إلا فلاحا أو بنّاء», معتبرة ذلك شكلا ثانيا من أشكال الاستعمار. وأكدت الرئيسة أن مشكل البطالة انعكس سلبا على حياة أبناء الجالية ب «أفينيون»؛ ما جعل بعضهم يسلكون طريق الانحراف.
زبيدة حمادي المرأة التي وهبت نفسها ووقتها لخدمة أبناء وطنها المقيمين في المهجر (فوكلوز بفرنسا), سعت قُدما ومازالت تعمل جاهدة لإيصال صوت الجزائريين المقيمين ب «أفينيون» جنوب فرنسا, ونقل انشغالاتهم للمسؤولين في بلدهم. وتعمل الجمعية, حسبما أفادت رئيستها, على تغيير نظرة المرأة الجزائرية المقيمة بالخارج, والتي ترى نفسها بمعزل عن الحياة السياسية في الجزائر, خاصة أن البعض منهن يرون أن حياتهن تسير وفق تيار البلد الذي يُقمن فيه؛ ما جعل حمادي تسعى من خلال جمعيتها إلى ضرورة إشراك المهاجرة الجزائرية المقيمة ب «أفينيون», في الحياة السياسية.
رئيسة الجمعية الثقافية للمرأة الجزائرية بفرنسا عبّرت عن سعادتها بالمكانة التي أصبحت تحظى بها المرأة الجزائرية, خاصة ما تعلق بالقانون الجديد المنظم للانتخابات.
وعن الشروط التي ترى أنها يجب أن تتوفر في المرأة التي تقتحم عالم السياسة تقول إن التجربة والخبرة ضرورية قبل كل شيء آخر. كما ركزت على هيئة المرأة وتحلّيها بالشجاعة حتى تتمكن من فرض نفسها في الساحة السياسية.
وعن نظرة المجتمع إلى المرأة السياسة فرأت أنها لاتزال سلبية نوعا ما؛ تقول: «رغم التقدم الذي وصلنا إليه إلا أن البعض ينظرون إلى المرأة الناشطة في الميدان السياسي بشيء من الغرابة والتعجب!».
وفي الأخير شجعت ضيفتنا المرأة على أن تواصل في حمل المشعل الذي سُلم لها ممن سبقنها في حمل راية الجزائر؛ فمشاركة المرأة السياسية والنضالية ليست وليدة اليوم وإنما تعود إلى الثورة التحريرية التي قدمت فيها المرأة الجزائرية النفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)