تعرف التجارة الفوضوية عبر مختلف بلديات بومرداس خاصة تلك التي تتميز بكثافة سكانية كبيرة على غرار منها بودواو، الناصرية، برج منايل وزموري انتشارا كبيرا للتجارة الفوضوية التي شوّهت المنظر الجمالي لهذه الولاية الساحلية والسياحية بالدرجة الأولى .
إقبال المواطنين عليها وانخفاض الأسعار التي تعرفها مختلف المنتوجات وراء انتشار التجارة الفوضوية عبر مختلف بلديات بومرداس، وهو ما يدق ناقوس الخطر، حيث أصبحت مختلف شوارع وأرصفة وحتى أحياء تنتشر بها هذه الأخيرة، وتعرف إقبالا كبيرا للمواطن عليها، خاصة في ظل الأسعار المنخفضة التي تعرفها مختلف المنتوجات بالمقارنة مع المحلات التي تعرض منتوجات بأسعار مرتفعة في ظل دفع الضرائب والكراء، في حين التجار الفوضويون ليسوا ملزمين بدفع أي ضريبة وهو ما يجعلهم يخفّضون الأسعار كما يحلو لهم .
أثناء جولة ميدانية قادتنا إلى بعض أسواق بومرداس، كانت وجهتنا السوق الفوضوي المتواجد ببلدية دلس بالقرب من ثانوية “الإخوة ظريف” حيث وجدنا إقبال المواطنين عليها بكثرة، سألنا السيدة “حورية” التي كانت قفتها مملوءة عن آخرها هل هي معتادة على شراء المنتوجات بما فيها الخضر والفواكه من هذه الأسواق الفوضوية بالرغم من الأضرار الناجمة من وراءها، أجابتنا بسرعة “لماذا أشتري البطاطا ب 60 دج في المحل وهي 28 دج؟” وأضافت أنها معتادة على لجوئها كل يوم سبت باعتبارها أستاذة ليس لديها الوقت لقضاء حاجياتها إلا بيوم العطلة الأسبوعية في هذا السوق الفوضوي الذي يعرض منتوجات منخفضة .
بعدها اتجهنا إلى السوق الفوضوي المتواجد بزموري، حيث وجدنا اكتظاظا في حركة المرور، وأول ما خطر في بالنا هو أنه يوجد سوق فوضوي، لنتجه إليه، حيث وجدنا إقبالا كبيرا للمواطنين الذين يلجأون إلى هذا السوق في ظل الانخفاض الكبير الذي تعرفه الأسعار، حيث وجدنا كل مواطن وبيده قفة مملوءة عن آخرها ما يعني أن الأسعار كانت في متناولهم بالمقارنة مع المحلات التي تعرف فيها الأسعار ارتفاعا كبيرا.
وفي هذا الصدد أجمع مختلف رؤساء البلديات على غرار دلس، برج منايل وخميس الخشنة على أنهم سيجدون الحل النهائي لهذه الأسواق الفوضوية التي تعرف انتشارا كبيرا ببلديتهم كباقي بلديات الولاية، خاصة بعدما تسبّبت في تلويث المحيط البيئي من جهة وانتشار الأوساخ من جهة أخرى، حيث أكد رئيس بلدية دلس أنه سيتم القضاء على السوق الفوضوي المتواجد بذات البلدية قريبا، وهذا بعد أن تقوم البلدية بتخصيص إحدى المساحات الموجودة على مستوى البلدية وتحويلها إلى سوق يضم كل تاجر فوضوي وبطريقة منتظمة بعيدا عن التجمعات السكنية والمدارس للقضاء على الفوضى من جهة والضجيج من جهة أخرى، إضافة إلى بلدية برج منايل التي قامت هي الأخرى بهذه المبادرة من أجل القضاء على مصدر التعب الذي يعاني منه السكان، خاصة بعد الشكاوى التي قدّموها للسلطات المحلية.
من جهة أخرى، أضاف ذات المتحدثين أن القضاء على الأسواق الفوضوية خطوة لا بد منها للمحافظة على سلامة المواطن بالدرجة الأولى الذي بات يقتل نفسه بطريقة بطيئة دون أن يعي خطورة المواد التي يستهلكها وحتى الألبسة التي يرتديها، إضافة إلى تشويه المنظر الخارجي لكل بلدية.
وبالرغم من تخصيص السلطات المعنية بما فيها مديرية التجارة لولاية بومرداس، مبالغ هامة للقضاء على هذه التجارة الموازية إلا أنها لا تزال تعرف انتشارا كبيرا وإقبال المواطنين عليها وراء بقائها بالرغم من المطاردات التي تقدم عليها المصالح الأمنية بين الحين والأخر، إلا أن هؤلاء يعودون إلى نشاطهم في كل مرة ويتحجّجون بغياب البدائل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/05/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إ أمينة
المصدر : www.elmassar-ar.com