توجد عناصر تعمل على بلورة العملية التواصلية، وأسس ترتكز عليها يمكن لنا معرفتها وتفصيلها، وذلك من الخطاب ذاته بوصفه الميدان الذي تتبلور فيه هذه العناصر المتمثلة في: (المتكلم، والمتلقي والنص).المتكلم ودوره في بناء الخطاب: يمثل المتكلم (منتج الخطاب ) صاحب نية التواصل والمسؤول الفكري والقانوني عن إنتاج الخطاب وعن نجاح عملية التواصل أو فشلها، إنه فاعل اجتماعي يفعل داخل مقامات اجتماعية ملموسة ومحددة، ويرى الخفاجي أن المتكلم هو: " من وقع الكلام من قصده وإرادته واعتقاده (...) والذي يدل على ذلك أن أهل اللغة متى علموا واعتقدوا وقوع الكلام بحسب أحوال أحدنا، وصفوه بأنه متكلم، ومتى لم يعلموا ذلك أو يعتقدوا، لم يصفوه "(1 )، كما يرى (أوستن) أنه توجد أفعال عديدة يمكن ربطها بالمتكلم، والمتكلم لا يصدر أصواتا فقط من خلال كلامه ولكنه ينجز بعض الأفعال، حيث تصدر هذه الأخيرة الحجج التي من شأنها إقناع المتلقي(2 )، ويفرض هذا الدور كفاءات هي: كفاءة الإنتاج (كفاءة قبلية تتيح إنتاج خطاب بليغ )، وكفاءة إنجاز (كفاءة بعدية ؛ تحويل الخطاب إلى رسالة شفوية بصرية) ( 3).
1 ـ ابن سنان الخفاجي، سر الفصاحة، دار الكتب العلمية، بيروت –لبنان، ط:01، 1402هـ- 1982م، ص:44.
2 ـ Voir Pier Paolo Gilioli، language social context. Penguin –group – London –England ـ stqublished . 1990.p 1362
3 ـ ينظر: يوسف آيت حمو، من التواصل إلى التواصل الشعبي، مجلة الفكر والنقد، الكويت، عدد:36، 2001
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - فضيلة قوتال - عبد القادر قعموسي
المصدر : فصل الخطاب Volume 2, Numéro 2, Pages 125-137 2013-04-30