أستاذ علم الاجتماع محمد طايبي لـ''الخبر'' تشديد الرقابة يعكس الهشاشة التنظيمية لقطاع التربية

 قال الدكتور محمد طايبي، أستاذ علم اجتماع النظم بجامعة وهران، في معرض قراءته لظاهرة زيادة عدد الحراس الممتحنين في البكالوريا، إن الامتحان ليس بعقاب، بل مكافأة على جهد، لذلك فالظاهرة تعكس نوعا من الهشاشة التنظيمية في القطاع .
اللافت في بكالوريا هذا العام، هو تشديد الرقابة على الممتحنين المتجلية في رفع تعداد طاقم الحراسة، حيث يتراوح العدد في الحجرة الواحدة بين 5 إلى 6 حراس. ما هي قراءتكم السوسيولوجية لهذا المعطى الجديد؟
  إن تضخيم عدد حراس قاعة الامتحان في البكالوريا، يخلّ ضمنيا بالمسألة التربوية كقضية أخلاقية في جوهرها وتعليمية في أبعادها.. هذا المشهد الذي أثار استياء أولياء التلاميذ، هو في أساسه ترجمة لشكوك قد تتعلق بملفات غشّ مرت على الأجهزة المسؤولة في القطاع وتسعى إلى احتوائها بهذه الطريقة التي تعتمد على تضخيم عدد الحراس وتحيل إلى ردة فعل (أمني) أولا، وتعكس ثانيا نوعا من الهشاشة التنظيمية في قطاع التربية بشكل عام.. والامتحان في حد ذاته ليس بعقاب وليس بتصفية طموحات، وإنما هو في جوهره مكافأة على جهد. فيجب أن يتصوره الطالب خلال كل مسار التكوين والتربية، أنه عمل أخلاقي وليس التزاما بشهادة، هذا من جانب المشهد الداخلي. أما من ناحية المشهد العام، فإنه إذا كان من الضروري تأمين امتحانات لا تشوبها شائبة الغش، فإن هذه الإجراءات تعكس أيضا تفتت المنظومة المعيارية والأخلاقية كاملة، فعندما تصاب المنظومة التربوية بوباء اللاأخلاق وتباح فيها سلوكيات الوصولية، فذلك يعني أن منظومات الفساد ستتوسع من هنا.
لكن من الناحية الرمزية، ما هي انعكاسات هذا التعداد ككل في الحجرة الواحدة على مخيال ونفسية التلاميذ الممتحنين؟
 سبق أن قلت إن الامتحانات في حد ذاتها هي حالة تنافس، ومن حق الممتحنين على الممتحنين أن يحترموا حيثيات نفسية التلاميذ لأن الرفع من عدد الحراس ومبالغتهم في المراقبة المباشرة يعكّر صفو جو الامتحان ويرفع من درجة القلق والتوتر عند الطالب، وهذا الأمر لا يخدم بأي حال من الأحوال مصداقية الامتحان أو النتائج.