الجزائر

أستاذ الفلسفة محمد كانوي.. رحلة 30سنة مع التربية والتعليم يتمنى العودة إلى البطاقة التركيبية بالنسبة للأقسام النهائية



أستاذ الفلسفة محمد كانوي.. رحلة 30سنة مع التربية والتعليم يتمنى العودة إلى البطاقة التركيبية بالنسبة للأقسام النهائية
عكف الأستاذ محمد كانوني البالغ من العمر 53 سنة منذ بداية مسيرته المهنية بسلك التربية والتعليم منذ أزيد من 30 سنة، على أداء مهمته على أآكمل وجه، فبداية رحلته كان منطلقها متوسطة فاطمة الزهراء بحي سيدي مبروك بقسنطينة، متنقلا بين العديد من المؤسسات التربوية وصولا إلى ثانوية الأختين سعدان على العطاء المستمر لتلامذته، حيث تخرج على يديه المئات من الإطارات في مختلف الاختصاصات من محامين، وموثقين، وصحافيين وغيرهم.
وأكد الأستاذ كانوني ابن مدينة حامة بوزيان الذي تخرج من الحي الشعبي الركاني ليضيء شمعة التعليم، ويصبح اليوم واحدا من أحسن أساتذة الفلسفة على مستوى عاصمة الشرق باعتراف زملائه، وقد اختار التعليم بمحض إرادته عن حالة عشق له، نظرا للرسالة النبيلة التي يؤديها من تنوير للنشء، وبناء لجيل المستقبل، بالرغم من أنه فقد طعمه خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت مهنة الأستاذ تعتريها العديد من المشاكل والمنغصات.
ويضيف الأستاذ كانوني أن الأولياء تخلوا عن مسؤولياتهم تجاه أبنائهم، خاصة ما تعلق بالتربية والمتابعة لسلوكاتهم في ظل المؤثرات السلبية والآفات التي أصبحت منتشرة في المجتمع من مخدرات وانحلال خلقي، حيث أصبح من النادر أن تجد أبا أو أما يأتون طوعا لمتابعة مستوى وسلوكات أبنائهم داخل المؤسسة التربوية دون توجيه استدعاء مباشر، في ظل التراجع الملحوظ للنتائج السنوية ناهيك عن السلوكات العنيفة، وقلة الاحترام التي تصدر منهم والتي يؤكد الأستاذ كانوني أنه تغلب عليها بالحكمة والرزانة طيلة 30 عاما.
من جهة أخرى، تطرق الأستاذ أيضا لظاهرة الدروس الخصوصية التي اكتسحت الساحة التربوية، حيث أصبحت موضة العصر ولا يمكن أن يتخلى عنها التلميذ، فهي عنوان النجاح بالنسبة له، مهملا بسببها الدروس النظامية التي أصبح لا يعيرها الاهتمام الكافي رغم أهميتها، إذ ”من الغير المعقول، يقول، أن تعوض ساعتان من الزمن في الدروس الخصوصية ما يقدمه الأستاذ طيلة الأسبوع”، ودون أن ينفي أن البرنامج الحالي أرهق التلميذ بحجمه الساعي المكثف، منوها بأن الإصلاحات التربوية من المفروض أن تعيد النظر في المنهاج، وكذا محتوى الكتاب الذي أضحى لا يخدم التلميذ من جهة، وتخفف من الحجم الساعي الذي أصبح يشكل ضغطا عليه من جهة ثانية، كما أشار إلى ضرورة العودة إلى البطاقة التركيبية التي كان يعتمدها النظام القديم بالنسبة للأقسام النهائية، حيث كانت تركز على عمل التلاميذ طيلة السنة، وتحسب نقطتها في نتيجة البكالوريا، إذ من شأنها أن تعيد الهيبة للنشاط والدروس اليومية.
ووجه في الأخير نداء لأولياء الأمور للتكفل أكثر بأبنائهم، وإعطائهم حيزا أكبر من وقتهم وجهدهم لحصد ثمار نجاحاتهم طيلة السنة الدراسية، وبالأخص خلال هذه الأيام الأخيرة قبل امتحان البكالوريا دون تعريضهم لضغوط نفسية أو إجهادهم، والتركيز على مشاركتهم مراجعة خفيفة لجميع الدروس المقررة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)