الجزائر

أستاذ التاريخ محمد القورصو لـ''الخبر'' ''مطلوب من المسؤولين تبليغ جوبي تمسكنا بقضايا الذاكرة''



 دعا محمد القورصو، أستاذ التاريخ المهتم بالعلاقات الجزائرية-الفرنسية، المسؤولين في البلاد إلى طرح موضوع الذاكرة بإلحاح خلال زيارة وزير خارجية فرنسا ألان جوبي المرتقبة الأربعاء المقبل. وأدان تصرفات كولونيالية متأصلة في بعض المسؤولين الفرنسيين .
قال محمد القورصو لـ الخبر إن زيارة ألان جوبي المنتظرة إلى الجزائر تأتي في ظروف دولية غير عادية، تميزها تدخل فرنسا المباشر في الأزمة الليبية، وموقف الجزائر الرافض للتدخل الأجنبي بالمنطقة. ووصف الدور الفرنسي في القلاقل التي تعيشها ليبيا بـ النيو كولونيالية . ويعتقد القورصو بأن تطورات الوضع في ليبيا وتدخل فرنسا عسكريا، وتحفظ الجزائر على ما تقوم به قوى غربية على حدودها الشرقية، قضايا مطروحة للبحث بين جوبي والمسؤولين الجزائريين.
ويذكر القورصو أن موضوع القاعدة وتهديداتها ستطرح من دون شك في محادثات جوبي لسبب رئيسي وهو أن الجزائر توجد في الصف الأول في مواجهة الإرهاب بالساحل، وثانيا لأن فرنسا معنية مباشرة بما يجري بهذه المنطقة . والزيارة أيضا مهمة، حسب القورصو، من ناحية أنها تتزامن مع الحديث عن إصلاحات سياسية بالجزائر. ويقول في هذه النقطة فرنسا تصغي بشكل مركّز لما يسمى بالإصلاحات بالجزائر، وأكيد أن لديها نظرتها الخاصة للقضية، ولما أعلنت أنها تؤيد ما تعهد به الرئيس الجزائري بخصوص الإصلاح، فهو شيء له دلالات بالنسبة للمسؤولين عندنا .
ويرى القورصو أن الجزائر تعد بطاقة قوية على الصعيدين الأمني والاقتصادي بالنسبة للفرنسيين، وهو ما أفرزته بوضوح زيارة رئيس الوزراء الأسبق جان بيار رافاران. ثم لا ينبغي أن ننسى أن الجزائر بلد فرانكفوني بامتياز، وهذا أيضا له مدلوله . وأضاف نلاحظ منذ مدة أن فرنسا مهتمة بتاريخ الجزائر بتنظيم ندوات بمركزها الثقافي وملحقاته بوهران وقسنطينة وعنابة، دعي إليها جزائريون مقيمون بفرنسا ومن خارجها وأوروبيون، وهذه العناية تجعل من المراكز الثقافية الفرنسية تؤدي دورا دبلوماسيا إلى جانب دورها المعهود في نشر الثقافة الفرنسية .
ويضفي تنقل ألان جوبي إلى أكبر بلد بالمنطقة، طابعا مميزا على أداء الدبلوماسية الفرنسية، حسب القورصو الذي يقول إن الخطيئة التي ارتكبتها ميشال أليو ماري باحتكاكها بالنظام التونسي السابق، مازالت تلقي بظلالها على السياسة الخارجية الفرنسية بالمنطقة. ويرى بأن جوبي يتمتع بنوع من الرزانة والهدوء قياسا إلى سابقيه الذين تعاقبوا على المنصب في السنوات الأخيرة. ومعروف أن الوزير السابق برنار كوشنير، أثار مزيدا من التوتر في علاقات البلدين بسبب تصريحاته المستفزة ضد المسؤولين الجزائريين. 
ورغم الاستعداد الإيجابي الذي يبديه الفرنسيون لتحسين العلاقة، يلاحظ القورصو وجود تصرفات كولونيالية ضد الجزائريين، كان آخرها رفض وزير الداخلية منح الجنسية لجزائري، ونلاحظ أن سياسة هذا الوزير على الصعيد الخارجي، تقترب من سياسة الجبهة الوطنية العنصرية .
وبخصوص أجندة زيارة جوبي، دعا القورصو المسؤولين الجزائريين إلى طرح موضوع الذاكرة بإلحاح لأننا على مقربة من الذكرى الخمسين للاستقلال، مع ما يحمله ذلك من دلالات رمزية بالنسبة للجزائر وفرنسا. وتبقى استعادة الأرشيف مسألة سيادية، وينبغي أن تبلغ لجوبي انطلاقا من هذا المبدأ، كما ينبغي تحريك آليات وضعت في الثمانينيات للحصول على الأرصدة الموجودة في فرنسا التي تعود إلى فترة بداية الاحتلال وثورة التحرير، واستعادة الآثار المادية للتاريخ الإسلامي والروماني الذي تم نقله إلى فرنسا، والمخطوطات التي تزخر بها المكتبات الفرنسية. وسوف يحاسب التاريخ المسؤولين إن لم يطرحوا على جوبي هذه القضايا بالتحديد، زيادة على جريمة الألغام والتجارب النووية وضرورة التكفل بالضحايا، فهذا الأمر من صلاحيات الرئيس بوتفليقة، كما أنه من صلاحيات الوزير جوبي أن ينقل ذلك إلى الرئيس ساركوزي، الذي مازال يتصرف بغطرسة تجاه الجزائر .





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)