الجزائر

أستاذ الأديان جان مارك أفلين يحذر من قسنطينة بحضور السفير دريانكور النقاش حول اللائكية يهدد بالانحراف



ذكر أستاذ الأديان الفرنسي جان مارك أفلين، عضو مجلس البابوي من أجل الحوار ما بين الأديان، أول أمس، بقسنطينة، أنه ''بدون حوار بين الثقافات والأديان، فإن البشرية لن تضعف فحسب بل ستتجه نحو الضياع والخراب بسبب هذا الشتات''.
 شدد السيد أفلين، في محاضرة بعنوان ''الحوار ما بين الديانات في خدمة السلم''   قدمها بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، بحضور سفير فرنسا بالجزائر، كزافيي دريانكور، لتدعيم مرافعته من أجل الحوار ما بين الديانات وما بين الحضارات، بما قاله البابا جون بول الثاني بعد الاجتماع بين الأديان في ''آسيزي'' سنة ,1986 عن ضرورة تحقيق السلام بالصلاة، ومستشهدا كذلك بما جاء في القرآن الكريم في الآية 48 من سورة المائدة، مستغربا ''كيف يمكن للبشر أن يعيشوا هذه الاختلافات، رغم أن الله بيّن في كتبه المختلفة كيف يمكن أن تخدم الإنسانية والسلام بين الشعوب''. وعرجت هذه الندوة التي أثارت نقاشا ثريا وجادا، على موضوع الساعة المتمثل في النقاش حول اللائكية الذي تعتزم الحكومة الفرنسية الشروع فيه بداية من 7 أفريل الجاري. وقال السيد أفلين في هذا السياق ''لا يجب أن تطغى كلمة الذين هم خائفون على النقاش العمومي، لأن الناس قد يتسببون في انزلاقات مضرة بتماسك فرنسا''، معتبرا أن المجتمع ''لم يتحضر وغير مستعد بعد لهذا النقاش الذي يهدد بالانحراف والذي فضلا عن ذلك لا يعد ضمن اختصاصات حزب واحد وإن كان يمثل الأغلبية''، في إشارة إلى خطورة ما يقوم به حزب ساركوزي. وتحدث السيد جون مارك أفلين أيضا في مداخلته بالتذكير بمساره ''كمهاجر سابق'' اضطر لمغادرة الجزائر، مسقط رأسه، بسبب حرب التحرير التي ''لم يكن هو ولا والداه أطرافا فيها''. ولم يفوّت المتحدث الفرصة في هذا السياق ليقارن وضعه ''كضحية للنزوح'' بما يحدث حاليا بجزيرة لمبيدوزا الإيطالية التي يتم فيها ''جمع المهاجرين''.
وقال السيد أفلين وهو يتطرق إلى الروائي جوليان غرين ''متى سنرى الديانات تصبح همزات وصل بين البشر دون أن تكون أسبابا إضافية للانتهاكات''؟
وأشار في هذا السياق إلى أن الصعوبات الحقيقية التي تواجهها الشعوب ''لا تكمن في الخلافات الدينية، بقدر ما تتعلق بهوة اقتصادية وجور، عمل حكام على إرسائه وتوسيعه سواء بين الشعوب أو بين أفراد الشعب الواحد''.
وحول الهياكل الواجب وضعها من أجل الإشراف على الحوار ما بين الديانات ''بشكل نسقي ومتواصل''، نوّه السيد أفلين بوجود شعبة مقارنة الأديان بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، كما دعا إلى ''تشاور وحوار حول الموضوع''. مبرزا أهمية أن ''تقوم المؤسسات الدينية بتأسيس قواعد السلم العالمي''، مؤكدا أن اختيار طريق الحوار سيكون المسلك الآمن لتحقيق السلام لأن الحوار ليس صرخة قلب، كما قال، بل ''هو نهج للوصول للحقيقة وإدراك ما هو جميل عند الآخرين عن طريق إدراك ما هو جميل لدينا''.
ومن جهتهم ذكر رئيس وأساتذة جامعة الأمير عبد القادر بالمناسبة أن قسم مقارنة الأديان بهذه الجامعة ''يولي اهتماما كبيرا لمواضيع الحوار بين الديانات وبين الحضارات'' التي كانت محل عدة أبحاث وإصدارات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)