تعريف الهجرة
تُعرّف على أنّها الحَركة الانتقاليّة الجغرافيّة للسُكّان من منطقة ما إلى أُخرى، بغضّ النظر عن طَبيعة العوامل المؤدية لذلك، أو طبيعة المسافة المقطوعة، وتَتضمّن جميع الحركات الانتقاليّة للسكان عدا الحركات الانتقاليّة ذات الطبيعة اليومية أو الموسمية التي لا تهدف إلى تغيير مكان الإقامة مثل:
- انتقال الناس الذين لا يَملكون مكان سكنٍ ثابت من مكانٍ إلى آخر.
- انتقال الرعاة الريفيين من مكانٍ لآخر؛ بسبب أعمالهم المُعتمدة على مواسم وفترات مُعيّنة مثل: فترات الحصاد، وجني المَحاصيل.
أسباب الهجرة
بأنواعها عدة أسباب، وهي كالآتي:
- الأسباب الاقتصادية: تُعتبر من أهمّ الدّوافع المُسبّبة للهِجرتين الداخليّة والخارجيّة وأكثرها تأثيراً في الأفراد، وتتمثّل في تدنّي المستوى الاقتصادي للأفراد، الأمر الذي يَحدّ من طموحهم في عيش حياةٍ مُرفهةٍ مع كلٍّ من والأصدقاء؛ لذا يَسعون للهِجرة إلى إقليمٍ أو دولةٍ تُقدّم لهم عرضاً وظيفيّاً بأجرٍ يضمن لهم حياةً أفضل ممّا كانوا عليها.
- الأسباب الاجتماعية: تضمّ الأسباب الاجتماعية عدّة عوامل مُرتبطة ارتباطاً كبيراً بالعوامل الاقتصاديّة ألا وهي: الدّين، والقوميّة، والمعرفة، واللغة، وصلة القرابة التي تدفع العديد من للهجرة إلى الدول والمَناطق التي يتواجد فيها مهاجرون سابقون تجمَعهم علاقة اجتماعيّة سابقة.
- الأسباب الدينية: تقوم هذه الأسباب بدفع العَديد من السكّان أصحاب الأقليّات الدينية للهجرة إلى دولٍ أُخرى تضمن لهم حريّة المعتقد والدين والرأي؛ لما يواجهوه من اضطهادٍ وتعصبٍ دينيّ من قِبل الأكثريّة في دولهم.
- الأسباب الجغرافية: تؤدّي بعض العَوامل الجغرافيّة مثل المساحات الواسعة لبعض الدول إلى زِيادة فُرصة إليها؛ لأنّ المساحات الواسعة تشغل دوائر عرضٍ عديدة، الأمر الذي يُوفّر لها تنوّعاً في البيئات الجغرافيّة التي تخلق بدورها تبايُناً في نوع المناخ، والثروات المعدنيّة، والمَحاصيل الزراعيّة، وذلك يؤدّي إلى تنوّع في فيها، وتُوفر فرص عملٍ متنوّعةٍ تجذب المُهاجرين إليها.
- الأسباب السياسية: يلجأ بعض السكّان للهجرة إلى دولٍ أُخرى بحثاً عن حريّة التعبير عن الرأي والمُعتقد، وهُروباً من الاضطِهاد السياسيّ المُمارس تِجاههم في وَطنهم الأم.
- أسباب حكومية: تتحكّم بعضُ الحكومات في مكان هِجرة السكّان عن طريق توجيههم إلى أقاليم مُعيّنة وفق خططٍ ودراساتٍ تقوم على وضع برامج اقتصاديّة تطويريّة في هذه الأقاليم.
أنواع الهجرة
توجد للهجرة ثلاثة أنواع، وهي كالآتي:
الهجرة الداخلية
تُعرف الهجرة الداخلية على أنّها الانتقال الجغرافي للسكّان بين المُحافظات التابعة للدولة، وتتضمّن أيضاً الريفيّة، ويُقصد بها انتقال السكّان من إلى . يَشهد العَالم هجراتٍ داخليةٍ على مستوى أكبر من الهجرات الخارجية وذلك للأسباب الآتية:
- التكلفة المنخفضة للهجرة الداخلية مُقارنةً بالخارجية، ويعود ذلك لقصر المسافة المَقطوعة نسبيّاً من مكان إلى آخر في نفس الدولة، ولَكننّا لا نَستطيع تَحديد نوع الهجرة اعتِماداً على المَسافة المقطوعة أثناء الانتقال؛ فيُمكن أن تكونَ خارجيّةً بمسافةٍ مَقطوعةٍ تبلغ عشرات الكيلومترات، بينما تبلغ المَسافة المَقطوعة بين بعض الأقاليم في بعض الدول آلاف الكيلومترات.
- انعدام مَشاكل الدّخول والخروج من الدول مُقارنةً بما يُواجهه المهاجرون دولياً.
- انعدام مَشاكل الّتي يَتعرّض لها المُهاجرون دوليّاً عند انتقالهم إلى دولةٍ تَختلف في لغتها عن لغتهم الأم.
- توافر الاستعداد النفسيّ للهِجرات الداخليّة بشكلٍ أكبر من الهجرات الخارجية.
توجد للهجرة الداخلية أنواع عدة، أبرزها:
- الهجرة من محافظة إلى محافظة أُخرى (من إقليم إلى آخر) أو من ولايةٍ إلى أُخرى داخل حدود الدولة الواحدة: يتميّز هذا النوع من الهجرات الداخلية بقصر المَسافة المَقطوعة بداعي الهجرة.
- الهجرة من الريف إلى المُدن الحضريّة: بدأت هذه الظّاهرة في الانتِشار على مَجالٍ واسعٍ في أغلب دول العالم في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيثُ كان انتقال السكّان من الريف إلى المدينة آنذاك كبيراً بشكلٍ لم يسبق له أن يُكرّر في أيّ مَرحلةٍ تاريخيّةٍ سابقة.
الهجرة الخارجية
يُقصَد بها الانتقال الجغرافي للسكّان دوليّاً، أي من دولةٍ إلى أُخرى من خلال الحُدود السياسيّة لها؛ بهدف الاستقرار الدائم أو العمل وبناء الثروات وغيرها من الأهداف، بغضّ النظر عن المسافة المقطوعة سواءً كانت بضعة كيلومترات أو آلاف الكيلومترات؛ إذ لا تُصنّف دوليّةً أم لا اعتماداً على طول المسافة المقطوعة.
الهجرة المؤقتة
تعني الهجرة المؤقّتة انتقال السكّان من مكانٍ إلى آخر لفترةٍ مُعيّنة من الزمن، ثمّ رجوعهم إلى موطنهم الأصليّ، ويندرج تحت هذا النوع من الهجرات هجرة الأيدي العاملة والانتقال الموسميّ لبعض السكّان. يُمكن ضمّ هذا النوع من إلى أحد النوعين السابقين، فتتضمّن الهجرة الداخليّة انتقال بين المحافظات، كما يُمكن أن تتضمّن الهجرة الخارجية انتقالهم دوليّاً.
هجرة العقول
هي انتقال الطلاب وأصحاب المواهب والأطباء والمهندسين للدراسة في بلادٍ غير بلادهم تُوفّر لهم بيئةً مناسبةً للتميّز والإبداع؛ حيث يذهب بعض الطُلّاب ليُتمّوا دراستهم في دُولٍ أُخرى بهدف العودة إلى أوطانهم وإفادتها بعلومهم التي اكتسبوها، ولكنّ العديد منهم لا يرجعون لما يَجدونه من إمكانيّاتٍ وفرصٍ أفضل في الدول المُهاجَر إليها.
آثار الهجرة
للهجرة آثار كبيرة على كلٍّ من الفرد والمجتمع تتنوع بين إيجابيّة وسلبيّة، ومنها:
- التأثير الإيجابي: يتجلّى التأثير الإيجابي للهِجرة في تَحسين مُستوى الدّخل المعيشيّ للأفراد، وتكوين نهضةٍ فكريةٍ تنقل مُجتَمعاتهم الأم وتحوّلها إلى مكانٍ أفضل علميّاً ومعيشياً؛ حيث تنخفض نسبة والبطالة، وتزيد نسبة النقد الأجنبيّ فيها بسبب هجرة الأيدي العاملة منها.
- التأثير السلبي: يظهر الأثر السلبيّ على شكل هجرة العقول النيّرة خارج مواطنهم، وتَعرّض بعض المهاجرين إلى بعض أشكال التعصّب الفكريّ المُتطرّف في بلاد المهجر، خاصةً إذا كانوا من المُهاجرين غير الشرعيين، كما قد يضطرّون إلى العمل في وظائف شاقّة ولساعات عملٍ طويلة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/07/2019
مضاف من طرف : mawdoo3
صاحب المقال : كريم أحمد
المصدر : www.mawdoo3.com