الجزائر

أسئلة في الدين -12-



أسئلة في الدين -12-
السؤال: المرحاض الموجود في البيت متوجه إلى القبلة مباشرة، وهو ضيق بحيث لا يمكننا أن نستدير أثناء الاستنجاء فيه، فما هو الحكم في ذلك؟الجواب: استقبال القبلة أو استدبارها أثناء قضاء الحاجة حرام في الأماكن الخالية، لما رواه الشيخان عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الغَائِطَ فَلاَ يَسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ وَلاَ يُوَلِّهَا ظَهْرَهُ، شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا"، أما في المباني فلا يحرم، لما رواه الشيخان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "ارْتَقَيْتُ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِ حَفْصَةَ لِبَعْضِ حَاجَتِي، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ مُسْتَدْبِرَ القِبْلَةِ مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ"، وروى أبو داود عن جابر رضي الله عنه قال: "نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ بِبَولٍ، فَرَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِعَامٍ يَسْتَقْبِلُهَا"، والمطلوب من المسلمين أن يراعوا هذا الأمر عند بناء بيوتهم، وأن يحولوا مراحيضهم عن جهة القبلة، وأن يجتنبوا استقبالها أو استدبارها في البيوت ولو لم يكن ذلك حراما، ولذا كان أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه يقول: "فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ قِبَلَ القِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ".السؤال: في بداية رمضان صمت اليوم الأول بشكل عادي، وفي خلال اليوم الثاني نزل مني سائل بني اللون فأكملت الصوم، وبعد يومين آخرين نزل مني قطرات من الدم ثم انقطعت، فهل أصلي وأصوم؟ وهل صيامي صحيح لأني لم أفطر عند نزول الدم، أفيدوني رحمكم الله؟الجواب: إذا كان نزول هذا الدم خلال الدورة الشهرية المعتادة عندك، فإن الدم السائل البني الذي خرج منك يعتبر حيضا، وكذلك ما نزل من قطرات الدم بعد ذلك، ويجب عليك أن تمتنعي من كل موانع الحيض من صلاة وصيام وطواف ومس المصحف، حتى تطهري من حيضتك، واعلمي أن دماء الحيض ثلاثة: هي الحمرة والصفرة والكدرة، والصفرة والكدرة في زمن الحيض تعتبر حيضا سواء كانتا في أوله أو في آخره، وبعد الطهر ليسا بحيض، لما رواه أبو داود بسند صحيح عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت: "كُنَّا لاَ نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا"؛ ومفهومه أنهم كانوا يعدون الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيضا، ويشهد لذلك ما رواه مالك في الموطأ بسند صحيح عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه مولاة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: "كَانَ النِّسَاءُ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ يَسْأَلْنَهَا عَنْ الصَّلَاةِ، فَتَقُولُ لَهُنَّ: لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ، تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنْ الْحَيْضَةِ"؛ ومعنى الكدرة ما يشبه الماء الوسخ الكدر، والصفرة ما تراه المرأة كالصديد يعلوه اصفرار، وبالنسبة للصوم الذي حصل منك خلال هذه الأيام فإنه غير صحيح، وكذلك الصلاة، ويلزمك قضاء الصوم بعد رمضان دون الصلاة، والأصل في ذلك ما رواه الشيخان عن معاذة قالت: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: مَا بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّومَ وَلاَ تَقْضِي الصَّلاَةَ؟ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قُلْتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ، قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلاَ نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ".السؤال: أنا في رمضان لا أصلي المغرب حتى انتهي من تناول الفطور، ولا أدري هل في هذا إثم أو لا؟الجواب: من السنة تعجيل الفطر، ومن تعجيل الفطر أن يكون قبل صلاة المغرب، ففي الحديث الذي يرويه ابن خزيمة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ صَلَّى المَغْرِبَ حَتَّى يُفْطِرَ، وَلَو عَلَى شَرْبَةِ مَاءٍ"، غير أن المقصود من ذلك تناول شيئ قليل لا الإكثار من الأكل والشرب، بدليل ما يرويه أبو داود والترمذي عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وَجَدَ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَيهِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى المَاءِ فَإِنَّهُ طَهُورٌ"، وتأخير المغرب كثيرا يخالف السنة في تعجيلها، وربما أدى التأخير إلى إخراجها عن وقتها الاختياري وهو من كبائر الإثم، ففي مسند أبي يعلى بإسناد حسن عن مُسْعَدِ بْنِ سَعْدٍ بْنِ سَعْد بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَتَاهُ أَرَأَيْتَ قَوَلَهُ: "الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"، أَيُّنَا لاَ يَسْهُو؟ أَيُّنَا لاَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ؟! قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ إِضَاعَةُ الْوَقْتِ، يَلْهُو حَتَّى يَضِيعَ الْوَقْتُ".السؤال: كنت مصابا بمرض خطير ظننت أني لا أعيش معه مدة طويلة، وكنت أُخْرِجُ الفدية في رمضان لعجزي عن الصيام، وأنعم الله تعالى علي بالشفاء، وأنا اليوم أصوم رمضان والحمد لله، وأسأل عن الأعوام التي أفطرت فيها هل يجزيني ما أخرجته من فدية أو يلزمني القضاء؟الجواب: يجب عليك أن تقضي الأيام التي أفطرت فيها، لقوله تعالى: لقوله تعالى: "وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"، والفدية التي أخرجتها فهي صدقة لك ولا يضيع أجرها، ولكن لا تسقط عنك القضاء، لأن الفدية تكون لمن عجز عن القضاء عجزا دائما، مصداقا لقوله تعالى: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)