مشكلة حقيقية يعيشها المواطن في هذه البلاد، في حين تشح السماء ويقل ماءها يعيش ازمة، وحين تهطل ماء مدرارا يعيش ازمة أخرى، رغم ان الماء مهما زاد كله نعمة، فالأمطار الأخيرة التي هي في واقع الحال خير من الخالق على هذه البلاد، تحولت إلى ازمة ليس بسبب الماء او المطر او المواطن، ولكن بسبب السلطات المحلية التي لا تعرف كيف تسير الازمات، فسقوف هشة هوت على الأطفال في ولاية المدية، ورؤوس من الغنم جرفتها السيول، وبساتين كاملة راحت أدراج الماء، ورغم أن الخبراء يؤكدون في كل مرة بأن هذه البلاد قابلة لان تتحول فيها الوديان الى طوفان، وتتحول فيها الامطار إلى بحار تغرق كل شيء، لكن هذه الدراسات وهذه التصريحات تمر على مسؤولين في المجالس المحلية مرور الكرام، لأن الخمس سنوات التي يتربع فيها المنتخبون على عرش البلديات، يجب ان لا يضيع فيها وقت ولو لحظة واحدة في السعي وراء المصالح الخاصة والصفقات واستغلال فرصة وتضيعها في البحث عن حلول السيول قد تضيع على المنتخبين صفقات العمر، وربما هم أسعد الناس بما تفعله السيول بالطرقات والبنية التحتية، من اجل بعث صفقات جديدة يتم من خلالها التفاوض على الرشى والأموال التي تمر تحت الطاولة، من يدري ربما هم يبحثون عن الخراب قدر الامكان حتى يعيدون بناء ما تهدم بطريقة رديئة ليتفاوضوا بعد سيول أخرى لإعادة بناء ما بنوه وقبض الثمن مضاعفا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com