يشتكي قطاع عريض من المواطنين، من نقص فادح في الأدوية، وهي الأزمة التي أثرت على المرضى خاصة أولئك الذين يعانون أمراضا مزمنة، وأيضا على الصيادلة الذين أبدوا تخوفهم من تسجيل نقص فادح في وسائل الوقاية إضافة إلى نفاذ مواد التطهير.
وتشهد الصيدليات، ندرة حادة في الأدوية ومواد التطهير وهو ما وقفنا عليه خلال جولة بعدد من صيدليات قهوة شرقي ودرقانة والعاصمة والرويبة والرغاية، اليوم.
واشتكى محمد، صاحب صيدلية في قهوة شرقي، من ندرة حادة في الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة على غرار الأدوية الهرمونية والمضادات الحيوية، إضافة إلى تسجيل نقص فادح في وسائل الوقاية كالكمامات والقفازات الطبية ومواد التطهير، وهو ما جعلهم عرضة للتذمر والاستياء الشعبي.
وأضاف أن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم وإنما تعود لأشهر لكنها تفاقمت بعد أن ضرب كورونا أبواب الجزائر حيث أصبح بعض المواطنين لا يكترثون بالوصفات الطبية خاصة المصابون بالأمراض المزمنة الذين لم يلتزموا بمواعيدهم الدورية خوفا من انتقال العدوى إليهم في المستشفيات وفكر قطاع عريض منهم في تخزين كميات من الأدوية بعد الإعلان عن إمكانية إقرار حالة الطوارئ في البلاد.
وعن الأدوية التي تشهد نُدرة حادة، قال المتحدث إن الأدوية المنتجة محليا متوفرة مقارنة بالمستوردة من الخارج والتي اختفت بشكل ملحوظ من الصيدليات حتى الأسلوب الذي كان يمارسه بعض الصيادلة لتوفير الدواء عن طريق ” الكابة ” لم يعد متاحا بعد تعليق الرحلات الجوية، إضافة إلى الكمامات الطبية التي تشهد ندرة حادة.
وأكد في هذا السياق، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مسعود بلعمري، في تصريح ل ” الجزائر الجديدة ” أن الندرة المسجلة على مستوى الصيدليات ليست وليدة اليوم، وإنما تعود لأشهر وسنوات وسبق وأن حذرنا وزارة الصحة من تسجيل نقص في 100 نوع من الأدوية سواء المستوردة أو محلية الصنع، ويتعلق الأمر بمضادات حيوية ومضادات التهاب وأدوية لأمراض مزمنة وحتى المراهم سواء المستوردة أو المنتجة محليا، إضافة إلى تسجيل نقص كبير في الكمامات ومواد التطهير.
وأرجع المتحدث، أسباب الندرة المسجلة في الأدوية إلى تأخر الإمضاء على برامج الاستيراد وارتفاع الطلب على بعض الأدوية في الظرف الحالي، والتوقف عن إمضاء البرامج التكميلية منذ 4 سنوات، وقال إنه سبق وأن دعا المجلس الوطني لنقابة الصيادلة، الصيادلة الناشطين على المستوى الوطني إلى التسيير العقلاني للمخزون الذي يزداد عليه الطلب دون إحداث وضعيات ” نفاذ ” وهذا بعد ظهور فيروس كورونا في الجزائر، وأوصاهم بالبيع العقلاني للمواد التي يكثر عليها الطلب في هذا الظرف قصد تلبية طلب أكبر عدد ممكن من المواطنين و ضمان تسيير أنجع للمخزونات.
وحذر من جهة أخرى مسعود بلعمري، من خطورة المبادرات التي أطلقها بعض الشباب لصنع كمامات على مستوى ورشات تنشط بسواعد شبابية من أجل توزيعها بالمجان، غير أن هاته المبادرات وإن كانت بنوايا حسنة، إلا أن أصحابها يجهلون خطورتها وعدم فاعليتها في الوقاية من فيروس كورونا الفتاك.
وأقدمت جمعية شبانية ” نعم نستطيع ” بمبادرة صنع ملايين الكمامات القماشية من أجل توزيعها بالمجان في المستشفيات ومقرات الحماية المدنية والشرطة والدرك الوطني، وقال بلعمري إن الكمامات الطبية تصنع من قماش خاص ومعقم وهي موجهة فقط للمنتسبين لقطاع الصحة والمرضى المصابين بالوباء. وسبق وأن أكدت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أن الأقنعة المصنوعة من الأقمشة غير فعالة، وأوضحت أنها تحمي من الغبار والأتربة لكنها لا تحمي من الفيروسات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/03/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر الجديدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz