أزمة العقل المسلم المعاصر والمأزق الاستراتيجي الأمريكي

أثارت الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الفيلم الأمريكي ردود أفعال قوية من قبل الجماهير المسلمة في العالم العربي والإسلامي وصلت إلى حد الاعتداء على السفارات الأمريكية وقتل بعض رعاياها الدبلوماسيين كما حدث في ليبيا ،حينها تساءل الكثير من العلماء والمثقفين ورجال الفكر والسياسة حول مدى تأثير هذه الأفعال على العلاقات الإسلامية – الغربية و على مستقبل الإسلام في بلاد الغرب في ظل تحولات جذرية في بنية النظام السياسي العربي وإعادة صياغة الإستراتيجية الأمريكية لحل الأزمات العالمية ، ومن جانب آخر طرحت تساؤلات حول التوقيت والهدف والجهة التي صنعت هذا الفيلم الخبيث في خضم الظروف الخطيرة التي يمر بها المجتمع الدولي بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة الذي يشهد تغيرات عميقة على مستوى الفكر والسياسة والأمن والعلاقات البينية والمواجهات العسكرية وبناء الدولة الحديثة. فهل إخراج الفيلم السيئ الذكر يعبر عن التنفيس من الأزمة الخانقة أم هو تخريب مسبق للعلاقات المستقبلية بين الأنظمة العربية الصاعدة و الولايات المتحدة الأمريكية ؟