تحدث سمير تومي، نجم الأغنية العاصمية، في هذه الدردشة التي جمعته ب”الفجر”، أول أمس، بقصر الثقافة ”إمامة”، بتلمسان، عن واقع الفن في الجزائر الذي أصبح فيه الصوت الجيد أقل مرتبة من الصوت الرديء الذي طغى على الساحة الفنية، كما عرج المتحدث في هذا اللقاء على موضة الفنانين المتحزبين.
حدثنا قليلا عن الديو الذي جمعك مع الفنانة نادية بن يوسف وحقق نجاحا آخر أضيف إلى رصيدكما الفني؟
من خلال تعاملنا الدائم مع بعض في الحفلات والأعراس، فكرنا في أن نقدم عملاً مشتركا على شكل ديو، وقد لاقت الأغنية التي عنونت ب”يا أختي”، صدا طيبا وسط الجمهور، والحمد لله على كل شيء.
أنا أعتبر الفنانة نادية أختا لي وصديقة مقربة لي في عالم الفن، هي وزوجها، وباعتبارنا لا ننتمي إلى نفس الجيل، أردنا أن نقدم هذا العمل، وقد جاءت تماما كما أردناها.
على ذكر الأصوات النسوية التي تؤدي الطابع العاصمي، لاحظنا في الفترة الأخيرة رواج الصوت النسوي أكثر في الساحة الفنية عكس ما كان في السابق..؟
قانون اللعبة الفنية اليوم فرض علينا هذا، فأصبحت الفنانات أكثر تواجدا من الفنانين في مختلف الحفلات والمناسبات، وأيضا أصبحت تفرض هذه الأصوات على الفنانين في بعض الأحيان، ولا يجد الفنان نفسه إلا وقد أرضى المنتج الذي يتعامل معه وإلا فلا مكان له في الساحة.
بالإضافة إلى هذا فقد أصبح تواجد الفنانات على حساب الفنانين موضة منتشرة في الآونة الأخيرة، على الرغم من أن أغلب تلك الأسماء لا ترقى حتى لنطلق عليها فنانة أو مطربة فهي مجرد مؤدية.
ولكن هذا لا يعني تغييب الصوت الرجالي، فهناك أصوات فنية لازالت محافظة على مسيرتها الفنية، رغم كل الشوائب التي أصبحت في عالم الفن اليوم.. خلاصة القول أن الفن استهلاك، فمن شاء استهلك الصوت الجيد سواء كان صوتا نسويا أو صوتا رجاليا، ومن شاء الرداءة فهناك عشرات الأصوات الرديئة أيضا.
لكن الفنانين أصبحوا قلة قليلة مقارنة بالفنانات اللواتي يؤدين الطابع العاصمي والحوزي، كنادية بن يوسف، راضية عدة، راضية منال، أسماء جرمون، نعيمة الدزيرية وغيرهن...؟
هؤلاء اللواتي ذكرتيهن لسن في نفس المستوى الفني، هناك نادية بن يوسف التي تشتغل بالآلة التي أرى أن الفن مبني عليها، بالإضافة إلى نعيمة الدزيرية وراضية منال، أما الباقي فلا، لأن من اشتغلوا على أسس الفن الصحيح معروفون جداً. وهم من عليهم أن يكونوا في الريادة كبهجة رحال، زكية قارة تركي، وهي أصوات خريجة من مدرسة الفن، أما الباقي فهم توجهوا للفن مباشرة، عكسنا نحن الذين درسنا الفن وبعده خرجنا إلى الحفلات والأعراس، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
جوابك هذا يقودني إلى سؤال حول واقع الفن في الجزائر والفنان على حدّ سواء، كيف تراه؟
الفن بخير وهو يتألق دائما، فالإرث الفني الذي تركه لنا أعمدة الأغنية الجزائرية بمختلف أنواعها لازال لم يستثمر بعد، ولازال الجيل الحالي من الشباب لم يستمعوا إليه بعد، ونحن نحاول في كل مرة أن نسلط عليه الضوء سواء في الحفلات والأعراس أو حتى في الألبومات.
أما الفنان فتلك المعضلة الكبرى، فالفنان في الجزائر تعود على إذلال نفسه أمام وسائل الإعلام ويروج لإشاعات وأكاذيب الجميع يعرفون أنها من نسج خياله ليس إلا، كأن يقول بأنه بدون عمل منذ فترة أو أنه لم يقبض حقوقه المادية من القائمين على النشاطات الفنية عندنا، في السنوات الأخيرة، وأعتقد أنك لاحظت هذا، حيث أصبح الفنان لا يحيي إلا حفلا أو حفلين فقط في السنة سواء مع وزارة الثقافة أو مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وهما مؤسستان حريصتان على تقديم كل الدعم للفنان سواء كان ماديا أو معنويا، وهو يشترك في الداخل والخارج وفي أغلب المهرجانات، وبعد كل هذا يذل نفسه أمام جمهوره ومحبيه بتصريحات نارية تقضي على مستقبله الفني.
بالحديث عن الإشاعات، تعد أكثر فنان جزائري طالته الإشاعات، من بينها إشاعة أنك فنان الطبقة الراقية، وأن أجرتك للحفل الواحد جدّ عالية، ما تعليقك على هكذا الكلام؟
والله هو مجرد كلام، وكما تفضلت وقلت إشاعة تطال الجيدين دائماً، أما عن قضية أنني فنان الطبقة الراقية فأنا عكس ذلك تماما، فكما أغني في أعراس وحفلات الأغنياء أو ميسوري الحال، قدمت أيضا أعراسا لمن هم أقل من ذلك، أما مسألة الأجر فهي تختلف حسب الوقت الذي أقضيه هناك.
طغت في الفترة الأخيرة موجة الفنانين المتحزبين، هل من الممكن أن نرى سمير تومي داخل أروقة السياسة وهل قدمت أغاني لصالح هؤلاء؟
أنا أرفض رفضا تاما هذه الفكرة، فالفنان في نظري يبقى فنانا وليس عليه أن يدخل هذه اللعبة التي تكسبه الأعداء قبل الأحباء.
شخصيا لا علاقة لي بهؤلاء المتحزبين، وما يدور في كواليس السياسة لا يعنيني ولا يهمني، فأنا أرفض أن أتحول إلى شحاذ للأحزاب السياسية وألهث بعدها خلف كرسي البرلمان، لكنني إنسان وطني قبل كل شيء والواجب الوطني أؤديه على أكمل وجه، سواء تعلق الأمر بحملات تحسيسية أو بالانتخاب، وهذا الأمر الذي أفعله في عالم السياسة لا أكثر ولا أقل.
جديدك الفني أين هو؟
أطلقت منذ فترة ليست ببعيدة، صندوقا موسيقيا ضمّ عددا من الأغاني التراثية، وقد صدر بالموازاة مع تظاهرة”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”، التي شاركت اليوم في حفلة من حفلات برنامجها الاختتامي، وأنا سعيد بهذه المشاركة.
والصندوق الموسيقي عبارة عن عشر سيديهات يحتوي كل واحد منها على أغان لعمالقة الفن الجزائري أمثال الشيخ بن مسايب، بن سهلة، قدور بن عاشور وبن يوسف، بن تريكي.
بالإضافة إلى هذا، سيصدر لي عما قريب ألبوم جديد لايف، في انتظار التحضير لألبوم سيصدر في الصيف بالتزامن مع موسم الحفلات والأعراس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حياة سرتاح
المصدر : www.al-fadjr.com