رصدت ولاية سكيكدة لتحريك آليات التنمية بمناطق الظل، غلافا ماليا إجماليا قُدر ب 308 ملايير سنتيم، ضمن صندوق التضامن للجماعات المحلية 2019، تم من خلاله تسجيل 172 مشروعا تنمويا، فيما تم تخصيص مبلغ مالي إجمالي آخر قُدر ب 40 مليار سنتيم بعنوان برنامج التنمية البلدية لسنة 2020، تم من خلاله تسجيل 59 مشروعا آخر.وحسبما جاء في أشغال دورة المجلس الشعبي الولائي الأخيرة، فإن جل العمليات التي تم التكفل بها، هي في طور الإنجاز، ويتعلق الأمر بمشاريع تخص شبكات المياه الصالحة للشرب، ومياه الصرف الصحي، وأشغال الطرقات إلى المناطق المعزولة والإنارة العمومية. كما خُصص مبلغ مالي إجمالي قُدر ب 87 مليار سنتيم بعنوان صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية و34 مليار سنتيم من ميزانية الولاية، لتزويد المناطق النائية والريفية بغاز المدينة، و30 مليار سنتيم من أجل ربط مناطق الظل بالكهرباء. ومن مجموع 80 مليون د.ج في إطار الإعانة الخاصة بالمخططات البلدية للتنمية، خُصص مبلغ مالي إجمالي قُدر ب 42 مليون د.ج، كمشاريع لتنمية مناطق الظل.
ودخلت العديد من بلديات ولاية سكيكدة الداخلية خاصة تلك التي تحصي عددا كبيرا من مناطق الظل، في سباق مع الزمن من أجل ضبط الاحتياجات، مع اقتراح المبالغ المالية التي من شأنها التمكين من تجسيد البرامج التنموية الموجهة لتلك المناطق، ومنها التزويد بمياه الشرب، والكهرباء، والغاز الطبيعي، وإنجاز شبكة الصرف الصحي، والإنارة العمومية، وتوفير النقل المدرسي والنقل العمومي، وإعادة تعبيد وإصلاح الطرق المهترئة، وإنجاز مركز صحي، وتوفير الأمن والإطعام المدرسي، وإنجاز أقسام دراسية للتغلب على الاكتظاظ، فيما شُرع في إنجاز العديد من العمليات، كما هي الحال ببلديات المصيف القلي غرب سكيكدة، التي استفادت من مشاريع الربط بغاز المدينة؛ فمن أصل اقتراح تغطية 8 بلديات بجبال القل بهذه الطاقة الحيوية المطلوبة، 4 بلديات منها أبدت موافقتها على مدها بغاز المدينة، بينما تبقى العملية مستمرة إلى البلديات الأربع الأخرى.
وللتغلب على أزمة العطش التي تعاني منها منطقة الظل "الشط" التابعة إقليميا لبلدية الشرايع غرب سكيكدة والبالغ عدد سكانها أكثر من 450 نسمة، خصصت البلدية مبلغا ماليا بقيمة 150 مليون سنتيم، لإنجاز حنفية جماعية، وربطها بمكان تجمع سكنات المواطنين كحل مؤقت، في انتظار تجسيد مشروع ربط القرية بمياه الشرب.
للإشارة، تم إحصاء بولاية سكيكدة، 591 منطقة ظل، موزعة على 38 بلدية، سُجل على مستواها 1557 مشروعا تنمويا، جلها انطلقت أو هي قيد الانطلاق.
معاناة لأكثر من 20 سنة
ماتزال العديد من قرى الجهة الغربية لولاية سكيكدة أو ما أصبحت تُعرف بمناطق الظل، تعاني منذ سنوات، من ظروف معيشية قاسية، بسبب الانعدام شبه الكلي للتنمية المحلية بالرغم من الأموال الضخمة التي رُصدت لتلك البلديات والمناطق في إطار مختلف البرامج التنموية، والتي لم تغير أي شيء من حياة المواطنين، الذين مايزالون يطالبون الجهات المسؤولة بفتح تحقيقات معمقة عن مصير الأموال الضخمة التي رُصدت طيلة عشرين سنة كاملة، أمام وضع مايزال على حاله، كما هي حال سكان قرية بوياغيل التابعة لبلدية تمالوس غرب سكيكدة؛ فمواطنو هذه الأخيرة ومنذ سنوات يعيشون على وقع الوعود المعسولة التي لم تتجسد بعد على أرض الواقع، بعد أن أدار المنتخبون المحليون لكل العهدات المتعاقبة، ظهورهم، تاركين سكان هذه القرية يعانون من مشكلة التزود من الماء الصالح للشرب منذ أكثر من 30 سنة، ومن انعدام شبكة التطهير، ومن نقص في حصص السكن الريفي، ومن العديد من المرافق الأخرى الضرورية، منها إعادة تهيئة الطريق الذي يربط القرية بمقر البلدية، والاعتماد على الطاقة الشمسية في ما يخص الإنارة العمومية، وإنجاز مرافق شبانية وغيرها، فيما يشتكي سكان قرية أغران ببلدية الزيتونة غرب عاصمة الولاية، من نفس الظروف المعيشية الصعبة للغاية، فالقرية ورغم الشكاوى التي تقدم بها السكان منذ سنوات أمام الوعود التي لم تجسد بعد، مازالوا يعانون من أزمة مياه الشرب، وعدم استفادة منطقتهم من غاز المدينة، ونقص الإنارة العمومية، ومن تدهور الطريق المؤدي إلى مقر البلدية، ومن نقص في حصص السكن الريفي، ناهيك عن غياب العديد من المرافق الشبانية.
ونفس الشيء بالنسبة لسكان قرية "الخنقة" التابعة لبلدية بني ولبان، جنوب غرب عاصمة الولاية، الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن تحظى منطقتهم بمشاريع إنمائية، تُخرجهم من حالة التأخر التي يعانون منها منذ سنوات، فيما يبقى سكان مشتة سوق الحد التابعة إقليميا لبلدية أم الطوب غرب سكيكدة، يعانون من مشاكل جمة، نغصت عليهم الحياة بشكل كبير، في مقدمتها النقص الكبير المسجل في الشبكة الخاصة بالتزويد بالكهرباء، خاصة بعد توسع المحيط العمراني للمنطقة بسبب استفادة مواطنيها من برنامج السكن الريفي.
وإلى جانب النقص المسجل في الكهرباء، فإن السكان يشتكون من نقص في التزويد بمياه الشرب، حيث توجد بالمشتة عين واحدة لا تلبي احتياجات السكان إلى هذه المادة الحيوية التي يكثر عليها الطلب، خاصة أن المنطقة فلاحية رعوية بامتياز، ويكثر بها مربو الدواجن، وحتى الأنبوب الرئيس الناقل للمياه والمقدر ب 10 كلم، يتعرض في كثير من الأحيان، لأعمال تخريبية، مما يحول دون وصول المياه بالكمية الكافية. والأكثر من ذلك، تواجد بالمشتة خزان مائي كبير انتهت أشغاله، وشبكة التوزيع للمياه انطلاقا من سد القنيطرة، إلا أن السكان يعانون من العطش، ليبقى مصدر تزودهم بالماء العين الواحدة المتواجدة بالمنطق، فيما يبقى مواطنو قرية بوطمينة التابعة لبلدية سيدي مزغيش غرب سكيكدة بالمصيف القلي، يطالبون بمياه الشرب، وإصلاح الطريق، وبحقهم من مختلف المشاريع التنموية التي لم تستفد منها منطقتهم منذ سنوات.
ويبقى أمل مواطني هذه المناطق أن تتجسد كل المشاريع على أرض الواقع، وأن لا تبقى حبرا على ورق حتى لا تطول معاناتهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/10/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بوجمعة ذيب
المصدر : www.el-massa.com