الجزائر

"أردت تجريب نوع مسرحي جديد بعيدا عن الواقع الذي يعالجه أغلب الكتّاب الجزائريين"




قال الكاتب المسرحي الشاب ياسين سليماني بأنه أراد من خلال كتاب ”أنا الملك أتيت”، الذي يحكي عن قصة فلسفية مستمدة من الأساطير الهندية خوض غمار تجربة مسرحية جديدة تتسم بالبعد الفلسفي والتاريخي سيما وأنّ المؤلف الجزائري باتوا يتجه نحو معالجة قضايا الواقع وما حوله.خلال الندوة التي نشطها، أول، أمس، بفضاء صدى الأقلام، بالمسرح الوطني الجزائري، بالعاصمة، الجزائر، وحضرها عدد غفير من الإعلاميين وعشاق الفن الرابع قدّم الكاتب الشاب ياسين سليماني بأنّ كتابه الموسوم ب”أنا الملك أتيت”، الصادر عن منشورات فيسيرا، بالجزائر، في النوع المسرحي، كتب تقديمه الأديب الفلسطيني محمد بدرانة، صدر في مجلة ”مسرحنا” المصرية، ونال استحسان عديد النقاد على غرار رانيا مشعل، حيث قُسم إلى خمس لوحات، إذ يتطرق إلى قصة فلسفية هندية مستوحاة من التراث الهندي القديم الذي يعود إلى الأزمنة الغابرة، ممّا يعكس رغبته في الابتعاد عن معالجة مواضيع من الواقع الجزائري والعربي بشكل عام وما يحمله من تناقضات على أصعدة متعددة. وأوضح المتحدث سليماني بأنّه رغم بساطة العمل من حيث الحبكة والشخصيات القليلة الذي حمل عنونا مثيرا وجميلا إلا أنّه يطرح إشكالية كيفية التوفيق بين الجانب الروحاني والمادي، انطلاقا من مجريات الأحداث التي تبرز الصراع بين الشخصيات ليفرض بطلها منطقه في النهاية، مضيفا أنّ العمل المسرحي جاء في هذا الوقت بالتحديد باعتبار أنّ الإنسان العربي اليوم يعيش الفوضى والتفكك في جميع النواحي من خلال الفكر المعاصر الذي يتسم به، وهذا ما جعله يقدم على حدّ تعبيره من تجريد الإنسان من إنسانيته وفي خضم هذا الوضع يبحث العمل في كيفية إعادة الصفة الإنسانية للبشر أنفسهم بعيدا عن الماديات الجارفة لعقول وأذهان وأنفس الأشخاص.في السياق أشار سليماني بأنّ موقفه معبر عنه في المسرحية نتيجة الترابط بين الأحداث وأفكاره رغم وجود اختلاف بخصوص بعض القضايا. على صعيد آخر كشف سليماني بأنّ ميله للكتابة حول مجتمعات غير عربية بأنّها كتابة جديدة مثل المرآة التي يرى فيها الإنسان نفسه، ويعتقد بأنّ العمل رغم غوصه في روحانيات ملفتة للانتباه، يمكنه أن يرتقي بالمرء في أخلاقه وتكوينه، بينما لا يستطيع تجنب الواقع على الإطلاق، لأن الكتابة تتحدث عن علاقة جدلية بين الإنسان وروحه الموجودة بداخله.وعن قصة المسرحية التي حملها كتابه ”أنا الملك أتيت”، تدور حول ”أمير” سئم حياة الترف والجاه تخلى عن كل شيء وأراد أن يتمرد على أبيه الملك الذي أراد أن يستحكم العباد ويتولى شؤون حرياتهم، وهذا بعدما خرج ورأى حياة البشر خارج أطوار القصر القاطن به، ذلك لأنه وجد فراغا كبيرا في روحه وأراد أن يملأه، وكان له ما أراد حيث ملأ الفراغ الوجداني الذي كان ينتابه عن طريق التجربة الحياتية والمعرفة بعدما أتيحت له الفرصة لالتقاء الناس والاحتكاك بهم أكثر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)